2016-02-23 12:50:00

تأمّل الأب روبنيك في افتتاح يوبيل الكوريا الرومانيّة


حرّة، مستعدّة، سخيّة ومنفتحة هذه هي الكنيسة بالنسبة للأب ماركو إيفان روبنيك الذي افتتح صباح أمس الاثنين يوبيل الكوريا الرومانيّة في قاعة بولس السادس في الفاتيكان بتأمّل حول الرحمة في حياة الكنيسة اليوميّة بحضور الأب الأقدس وأعضاء الكوريا الرومانيّة وموظفي الفاتيكان وعائلاتهم.

قال الأب ماركو إيفان روبنيك إيماننا هو قبول حياة وهذه هي مهمّة الكنيسة أن تُظهر النعمة والصلاح اللذين نلناهما، أي أن نجعل العالم يرى ما صنعه الله لنا من خلال عبوره عبر تاريخ البشريّة. تابع الأب روبنيك يقول إن كلّ كوريا وليس فقط الكوريا الرومانيّة مُعرّضة لتجربة أن تُصبح شبيهة بدولة أو بإمبراطوريّة؛ وهذه تجربة خطيرة لأنها تزرع في القلب فكرة الوظيفة والهيكليّة المؤسساتيّة، حيث يصبح الفرد رهن الدور الوظيفي.

تابع الأب روبنيك يقول إنه لعار أن نظهر للعالم أننا نعيش المسيحيّة كواقع فرديّ لأن الكنيسة تتميّز بأسلوب "حكم وإدارة" وهو الشركة والإدماج. وبالتالي ما من أحد يرغب بالسير في كنيسة ناجحة وإنما في كنيسة جميلة تُظهر من خلال تصرفاتها وكلماتها الابن لا بل الآب أيضًا فيصبح عندها الإنسان مركز الحياة كشركة ورحمة. ما أجمل أن نسمع خبرة شخص عمل في كوريا مُعيّنة ويقول لقد التقيت بأشخاص أحرار يبذلون ذواتهم، مستعدين وأسخياء ومنفتحين! ما أكثرهم هؤلاء الأشخاص ومن واجبنا أن نُظهرهم!

أضاف الأب ماركو إيفان روبنيك يقول هذه هي رسالة الكنيسة: أن تزيل المسافات بيننا وبين الإنسان المعاصر المجروح، الذي يتألّم ويتعرّض للتجارب مثلنا: وبقدر ما نتألّم ونُجرّب كجميع البشر بقدر ما نُصبح رحماء لأن هذا ما هو عليه كهنوت المسيح – الذي تعرّض لجميع أنواع التجارب ليكون كاهنًا رحيمًا – فنتمكن عندها نحن أيضًا من إدخال جميع الأشخاص في الرغبة بحياة جديدة.

من جهة أخرى، تابع الأب روبنيك يقول، الرب هو الذي يزيل المسافة التي تفصل الإنسان الضائع والخاطئ عن الله الحي، لأن الإنسان وحده لا يستطيع أن يزيل هذه المسافة، إن قدرة الله هذه هي هويّته تجاهنا وتجاه الخليقة أي رحمته. بعدها توقّف الأب ماركو إيفان روبنيك عند مقطع من الإنجيلي يوحنا الذي يقدّم فيه المسيح ذاته كالكرمة الحقيقيّة والآب هو الكرام وقال يمكن لحياتنا اليوميّة أن تصبح المكان الذي يظهر فيه كل شخص الرحمة التي غمرته لأنه يعيش حياته كشركة وإدماج؛ فعندما تقيم فينا حياة الله يصبح بإمكان الإنسان أن يحمل ثمرًا يدوم، ويصبح قادرًا على أن يطبع عمله اليومي بالمحبة التي تدوم إلى الأبد، مُظهرًا بهذه الطريقة حياته الإلهيّة في المسيح. 








All the contents on this site are copyrighted ©.