2016-02-16 10:01:00

لقاء البابا فرنسيس مع العائلات في توكستلا غوتييريز


في إطار زيارته الرسولية إلى المكسيك، التقى قداسة البابا فرنسيس العائلات عصر الاثنين الخامس عشر من شباط فبراير بالتوقيت المحلي في إستاد "فيكتور مانويل ريينا" في توكستلا غوتييريز بولاية شياباس. وتخللت اللقاء كلمة لرئيس أساقفة توكستلا غوتييريز المطران فابيو مارتينز كاستيلو قال فيها إن هذا اللقاء هو عطية وبركة من الله تنيرنا وتشجعنا وتقوينا في هوية ورسالة عائلاتنا، وشكر البابا فرنسيس على سينودس العائلة وزيارته ليثبتنا في الإيمان، ويقوّينا في الرجاء. كما وتخللت اللقاء شهادات حياة وقراءة من إنجيل القديس يوحنا (2، 1 ـ 11) حول عرس قانا الجليل. وقد استهل الأب الأقدس كلمته للمناسبة معبّرًا عن سروره الكبير بزيارة هذه الأرض وشاكرًا العائلات التي قدّمت شهادة حياتها وفتحت لنا ـ كما قال ـ أبواب بيوتها وحياتها، وسمحت لنا بالجلوس إلى "مائدتها" حيث تتقاسم الخبز الذي يغذيها والتعب أمام المصاعب اليومية.

وإذ توقف عند شهادة حياة مانويل، وهو فتى مقعد في الرابعة عشرة من عمره، قال البابا فرنسيس إنه تأثر بالكلمة التي استعملها "التشجيع"، وأشار بعدها إلى أن هذا ما يريد أن يفعله الروح القدس دائما في وسطنا: أن يشجعنا، وأضاف أننا اختبرنا جميعًا، في لحظات عديدة وبأشكال متعددة أن الله الآب أعطى الشجاعة لحياتنا. إن الله الآب يحبنا ويشجعنا ويدفعنا ويقودنا إلى الأمام. إن اسمه المحبة والعطاء المجاني والرحمة، وهو قادر على أن يشفي قلوبنا، كما ويدعونا مرات كثيرة، سبعين مرة سبع مرات، لنبدأ من جديد. إنه قادر على أن يجعل كل شيء جديدا.

وتابع الأب الأقدس كلمته أمام العائلات في إستاد "فيكتور مانويل ريينا" قائلا: لقد طلبت منّي يا مانويل أن أصلي من أجل مراهقين كثيرين يشعرون بفقدان الشجاعة ويعيشون لحظات صعبة، وكما قلتَ: ينتج ذلك في غالب الأحيان لأنهم يشعرون بأنهم وحيدون. وتوجّه بعدها البابا فرنسيس إلى الآباء والأمهات قائلا: أتتحدثون مع أبنائكم وبناتكم أم أنكم منشغلون دائمًا؟ وأضاف: لقد ذكّرني هذا الشعور بشهادة حياة بياتريس. فعدم الاستقرار وعدم توفّر الحد الأدنى الضروري قد يجعلاننا نشعر باليأس والقلق الشديد، ونتساءل كيف نمضي قدما خصوصا عندما يكون لدينا أبناء.

أشار البابا فرنسيس في كلمته إلى وجود عدم استقرار قد يكون خطيرا جدا والناتج عن الوحدة والعزلة. وأكد أن طريقة مكافحة عدم الاستقرار والعزلة تتم على مستويات عديدة، فمن جهة أولى من خلال قوانين تحمي وتضمن الحد الأدنى الضروري لكي تتمكن كل عائلة وشخص من النمو من خلال الدراسة وعمل كريم. ومن جهة ثانية، وكما أشار أومبرتو وكلاوديا في شهادتي حياتهما حينما قالا إنهما يسعيان إلى نقل محبة الله التي اختبراها من خلال مساعدة الآخرين. القوانين والالتزام الشخصي ـ قال البابا فرنسيس ـ هما ثنائي جيد لكسر حلقة عدم الاستقرار.

تابع الأب الأقدس كلمته قائلا: نرى اليوم كيف يتم إضعاف العائلة ووضعها موضع نقاش، وأضاف أن العيش في عائلة ليس سهلاً على الدوام، قد يكون غالبًا متعبًا، ولكن، وكما قلت أكثر من مرة مشيرًا إلى الكنيسة، أعتقد أن ذلك ينطبق أيضًا على العائلة: أفضّل عائلة مجروحة تسعى كل يوم إلى عيش الحب على مجتمع يعاني من الانغلاق والخوف من الحب. أفضّل عائلة تسعى باستمرار إلى أن تبدأ من جديد، على مجتمع أناني مهووس بالترف والراحة. أفضّل عائلة مع وجه متعب لأنها تقوم بالتضحيات، على وجوه لا تعرف معنى الحنان والرأفة. وفي ختام كلمته أمام العائلات في إستاد "فيكتور مانويل ريينا" في توكستلا غوتيريز بولاية شياباس، قال البابا فرنسيس إن عذراء غوادالوبي حاضرة دائما كي تدافع عن عائلاتنا ومستقبلنا، داعيًا الجميع لرفع الصلاة معا قائلين: السلام عليك يا مريم...








All the contents on this site are copyrighted ©.