2016-02-13 17:44:00

البابا فرنسيس: أزور بلدكم كرسول رحمة وسلام وكابن يريد أن يكرم أمه، عذراء غوادالوبي


توجه قداسة البابا فرنسيس صباح السبت الثالث عشر من شباط فبراير بالتوقيت المحلي إلى القصر الرئاسي في مكسيكو سيتي حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية السيد انريكيه بينيا نييتو، علمًا بأن الأب الأقدس قد وصل المكسيك مساء الجمعة بالتوقيت المحلي قادمًا من العاصمة الكوبية هافانا، حيث التقى البطريرك كيريل ووقعا إعلانًا مشتركًا. وبعد أن أُقيمت مراسم الاستقبال الرسمي في القصر الرئاسي، التقى الأب الأقدس السلطات وممثلين عن المجتمع المدني وأعضاء السلك الدبلوماسي، ووجه كلمة عبّر فيها عن سروره الكبير بزيارة هذه الأرض المكسيكية التي تحتل ـ وكما قال ـ مكانا مميزا في قلب الأمريكيتين، وأضاف: آتي اليوم كرسول رحمة وسلام، وكابن أيضًا يريد أن يكرّم أمّه، عذراء غوادالوبي. وحيّا بعدها الشعب المكسيكي، وقال إن هذه الأرض غنية جدًا بالثقافة والتاريخ والتنوع مضيفًا أن المكسيك بلد عظيم مبارك بالثروات الطبيعية الوافرة والتنوع البيولوجي الغني الذي يمتد على طول أراضيه الشاسعة.

تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا إن الشباب هم الغنى الأساسي للمكسيك اليوم مشيرًا إلى أن أكثر بقليل من نصف السكان هم من الشباب، ما يتيح التفكير والتخطيط للمستقبل، للغد. إن هذا يعطي الرجاء والانفتاح على المستقبل ـ كما قال الأب الأقدس ـ مضيفًا أن شعبًا غنيًا بالشباب لهو شعب قادر على التجدد؛ دعوة للنظر بحماس إلى المستقبل. ولفت بعدها إلى أن هذا الواقع يقودنا حتمًا إلى التفكير بمسؤولية كل واحد في بناء المكسيك التي نرغب فيها، المكسيك التي نريد أن ننقلها إلى أجيال المستقبل، كما ويقودنا لندرك أن مستقبلا غنيًا بالرجاء يتكون في حاضر يصنعه رجال ونساء صالحون وشرفاء وقادرون على الالتزام لصالح الخير العام. وتابع البابا فرنسيس كلمته قائلا إن الخبرة تبيّن لنا أن كل مرة نبحث فيها عن امتيازات ومنافع لقلّة على حساب خير الجميع، تتحوّل الحياة الاجتماعية عاجلاً أم آجلاً إلى أرض خصبة للفساد والاتجار بالمخدرات وإقصاء الثقافات المختلفة وللعنف والاتجار بالأشخاص والخطف والموت، والتي تسبب كلها الألم وتعيق النمو.

أشار الأب الأقدس إلى أن الشعب المكسيكي رسّخ رجاءه في هوية شكلتها خلال لحظات قاسية وصعبة في تاريخه شهادات عظيمة لمواطنين أدركوا أنه للتمكن من تخطي الأوضاع الناتجة عن انغلاق الفردانية، كان من الضروري اتفاق المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وجميع الرجال والنساء الملتزمين لصالح الخير العام وتعزيز كرامة الإنسان. كما لفت البابا فرنسيس إلى أهمية الالتزام في بناء "سياسة إنسانية حقًا"، ومجتمع لا يشعر فيه أحد بأنه ضحية ثقافة الإقصاء.

توقف البابا فرنسيس في كلمته عند مهمة المسؤولين عن الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في العمل كي يقدموا لجميع المواطنين فرصة أن يكونوا روادا جديرين لمصيرهم، ويساعدونهم للحصول الفعلي على الخيور المادية والروحية الضرورية: السكن الملائم، العمل اللائق، الغذاء، العدالة الحقيقية، الأمن الفعلي، بيئة سليمة ومسالمة. وأضاف الأب الأقدس أن هذا الأمر ليس فقط مسألة قوانين تتطلب تحديثًا وتحسينًا ضروريين على الدوام وإنما تنشئة ملحة للمسؤولية الشخصية لكل واحد ذلك في الاحترام الكامل للآخر الذي يتقاسم مسؤولية القضية المشتركة لتعزيز نمو البلاد. إنها مهمة تشمل الشعب المكسيكي كله.

في ختام كلمته أمام السلطات المكسيكية والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي قال البابا فرنسيس: في هذا الجهد، تستطيع الحكومة المكسيكية الاعتماد على تعاون الكنيسة الكاثوليكية التي رافقت حياة هذه الأمة والتي تجدد التزامها وإرادتها في أن تضع نفسها في خدمة هذه القضية النبيلة: بناء حضارة المحبة. وتابع الأب الأقدس: أزور هذا البلد العظيم والجميل كرسول وحاج يرغب في أن يجدد معكم خبرة الرحمة، كأفق فرص جديد يحمل حتمًا العدالة والسلام. 








All the contents on this site are copyrighted ©.