2016-02-12 14:09:00

الكاردينال بارولين: البابا في المكسيك حاج سلام ورجاء


الرحمة والعدالة والسلام، كما الهجرات والعنف والإجرام هذه هي المواضيع التي سلّط عليها الضوء الكاردينال بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان في مقابلة أجراها معه مركز التلفزة الفاتيكانيّة حول زيارة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى المكسيك من الثاني عشر وحتى الثامن عشر من شباط فبراير الجاري.

قال الكاردينال بييترو بارولين إن المواضيع التي ستميّز زيارة الأب الأقدس هذه هي المواضيع التي طبعت حبريّته أيضًا كالرحمة والعدالة والسلام والرجاء، لكن الأب الأقدس يتوقف خلال زيارته عند المواضيع التي تخص البلاد ليسلّط الضوء على قوّة إيمان الشعب المكسيكي وثقافته، على تعبّده للعذراء مريم وغنى الشعوب التي تكوّنه بدء من السكان الأصليين، كما سيتطرّق أيضًا إلى المواضيع السلبيّة وأعني بهذا المشاكل والصعوبات التي تواجهها البلاد كالإجرام وتجارة المخدرات والفقر... كما وأعتقد أن البابا فرنسيس سيعود أيضًا في خطاباته إلى النقاط التي تحدث عنها البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته للمكسيك عام 2012 إذ توقّف عند مواضيع كرامة الشخص البشري والحريّة الدينيّة آخذًا بعين الاعتبار تاريخ المكسيك الطويل الذي طبع بعلمنة قويّة. وفي هذا السياق من الأهميّة بمكان أن نسلّط الضوء على أنه وللمرّة الأولى سيدخل حبرًا أعظم إلى القصر الوطني المركز الرسمي للسلطات السياسيّة المكسيكيّة ولرئيس الجمهوريّة.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان يقول إنها زيارة ذات طابع مريمي وبعد مريمي، وأعتقد أن هذه هي ميزة الزيارة إلى المكسيك لاسيما وأننا نعلم جميعًا أهميّة العذراء سيّدة غوادالوبي في تاريخ الشعب المكسيكي وحياته. وبالتالي أعتقد أن البابا فرنسيس وفي هذا الإطار المريمي سيكرر مرارًا الكلمات التي قالتها العذراء لخوان دييغو: "لماذا أنت خائف؟ ألست أنا أمك هنا معك؟" إنها رسالة موجّهة للمكسيك وإنما هي موجّهة أيضًا لأمريكا اللاتينية لا بل للعالم بأسره لاسيما في هذه الأوضاع الصعبة والمأساويّة التي نعيشها.

أضاف الكاردينال بييترو بارولين يقول إن شعار الزيارة هو "البابا فرنسيس رسول الرحمة والسلام"، وبالتالي أعتقد أن حضور الأب الأقدس في المكسيك سيشكل عضدًا للبلاد وللكنيسة لاسيما خلال هذه السنة المقدّسة لتكتشف مجددًا الرحمة وتعيشها وتعلنها وتشهد لها. من الأهميّة بمكان أن أشير إلى أن الأب الأقدس سيلتقي بفئات عديدة من الأشخاص ليذكّر الجميع بهذا الالتزام بأن يترجموا الرحمة في حياتهم اليوميّة بدء من السياسيين والشعوب الأصليّة. كما سيزور الأب الأقدس سجنًا ومستشفى وسيتوجّه للعائلات والشباب وعالم العمل بالإضافة على الكهنة والرهبان والراهبات. ستكون الدعوة للجميع ليكونوا رحماء كالآب والذي هو أيضًا شعار سنة يوبيل الرحمة.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان حديثه متوقفًا عند التحديات التي تواجهها الكنيسة في المكسيك وقال إن التحدي الأساسي هو إدانة الشرّ الموجود ورفع الصوت من أجل التنديد بالفساد وتجارة المخدرات والعنف والإجرام الذين يمنعون البلاد من التقدم المادي والروحي، ومن ثم ينبغي على الكنيسة أن تكون كالسامري الصالح إزاء العديد من الأوضاع والأشخاص الذين يتألمون، أفكّر على سبيل المثال بظاهرة الهجرة وتأثيرها على العائلات. لا شك أن الكنيسة تقوم بالكثير ولكن لا يزال أيضًا هناك الكثير ليتم فعله. لكن يبقى دور الكنيسة الأساسي في تربية الضمائر على احترام الحياة البشريّة إعلان الإنجيل أفضل طريقة لمكافحة هذه المظاهر السلبيّة.

أضاف الكاردينال بييترو بارولين يقول وإزاء مآسي الهجرة والإتجار بالأسلحة والمخدرات يعطينا الأب الأقدس مثالاً كبيرًا لعدم الاستسلام أمام الشرّ الذي لا يزال ينتشر ويترك تبعاته وتأثيراته في عالم اليوم. وأشار في هذا السياق إلى أن البابا فرنسيس ينحني كسامري صالح على هذه الجراح. إنه تصرّف رحمة ليس لتبرير الشرّ وإنما لتحويل القلوب والأذهان لتكافح ضدّ الشرّ. بالتأكيد أيضًا أن البابا فرنسيس سيسلّط الضوء على غنى المكسيك بتنوّعه في الثقافات والشعوب والموارد، وعلى أساس هذه العطايا التي نالتها هذه البلاد من الله يمكنها أن تجد الشجاعة والطريق لمحاربة هذه الشرور والسير قدمً لتحقيق خير الجميع.

وختم الكاردينال بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان حديثه متوقفًا عند لقاء البابا فرنسيس مع البطريرك كيريل مؤكِّدًا أن هذا الحدث يشكل علامة رجاء كبيرة، ويعطينا شجاعة ودفعًا للمضي قدمًا في المسيرة المسكونيّة على صعيد العالم والمجتمع. لننظر إذًا إلى هذا اللقاء برجاء كبير ولنصلِّ لكي يكون مثمرًا في هذا الإطار.            








All the contents on this site are copyrighted ©.