2016-02-06 14:00:00

مداخلة الكاردينال توركسون خلال مؤتمر يُعقد في إيران بشأن دور الديانات في تحقيق العدالة والسلام


تستضيف مدينة قم الإيرانية هذا السبت مؤتمرا حول دور الديانات في التوصل إلى السلام والعدالة في أنحاء العالم كافة. من بين المشاركين في الأعمال رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال بيتر توركسون الذي ألقى مداخلة تحت عنوان "مجد الله هو السلام والعدالة على الأرض". ذكّر نيافته في مستهل كلمته بالمواقف المميّزة التي اتخذها البابا الراحل يوحنا الثالث والعشرون في خضم الحرب الباردة في ستينيات القرن الماضي، عندما دعا العالم كله إلى التأمل معه في خبرة السلام في حياة العائلة البشرية، وقد أصدر الرسالة العامة الشهيرة "السلام في الأرض" في العام 1963 والتي لم يوجهها إلى رعاة الكنيسة الكاثوليكية ومؤمنيها وحسب إنما أيضا إلى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة.

بعدها أشار الكاردينال توركسون إلى قاسم مشترك يجمع بين الديانات التوحيدية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، ألا وهو نظرة هذه الأديان إلى ابراهيم وإلى كتاباتها المقدسة. كما أن هذه الديانات تؤمن بالخلق، أي بأن الله خلق الكون والإنسان وقد أعطى الخالق الإنسان ـ الذي خلقه على صورته ومثاله ـ كرامة خاصة به. وشدد نيافته أيضا على أن الرجال والنساء الذين يتجددون بفعل محبة الله يصبحون قادرين على تغيير القواعد والمعايير والبنى الاجتماعية حتى يصيروا أيضا قادرين على حمل السلام إلى ساحات الصراعات والحروب، وبناء علاقات الأخوة والصداقة حيث يسود الحقد والبحث عن العدالة حيث يطغى الظلم.

وأكد رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام أن كيفية تعامل المؤمن مع الآخرين ومع الأرض والخلائق الهشة تعكس الأمور التي يؤمن بها حقا. ولم تخل مداخلة الكاردينال توركسون من الإشارة إلى أهمية السعي من أجل تحقيق الخير العام وهذا الأمر يتطلب السعي إلى الحفاظ على العلاقات داخل المجتمع والدفاع عن الخليقة بشكل يعود بالفائدة على كل إنسان. وذكّر بعدها بكلمات القديس فرنسيس الأسيزي الذي طلب من الرب أن يجعل منه أداة لسلامه!

هذا ثم شدد المسؤول الفاتيكاني على الإسهام القيم الذي قدمه التقليدان الدينيان المسيحي والإسلامي وسط العائلة البشرية على الصعيدين الثقافي والروحي. وبما أن النسبة الأكبر من سكان الأرض يقولون إنهم مؤمنون، لا بد أن يدفع هذا الأمر بالأديان إلى عقد حوار فيما بينها من أجل حماية الطبيعة، والدفاع عن الفقراء، وبناء شبكات من الاحترام والأخوة. وختم مؤكدا أن خطورة الأزمة الإيكولوجية الراهنة اليوم تتطلب منا أن ننظر جميعا إلى الخير العام، والسير في درب الحوار الذي يتطلب صبرا وانضباطا وسخاء، مبقين في ذهننا دائما أن الواقع هو أكبر وأعظم من الأفكار. 








All the contents on this site are copyrighted ©.