2016-02-05 14:26:00

رسالة الصوم للبطريرك الماروني: الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة


وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالته لزمن الصوم 2016 استهلها قائلا "إن الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة مناسبتان تشكِّلان "الزمن المقبول لدى الله". فالصوم الكبير زمن مميّز من السنة يهيِّئ المؤمنين للعبور الفصحي إلى حياة جديدة من خلال ثلاثة متكاملة: الصلاة وسماع الكلام الإلهي من أجل ترميم العلاقة الشخصية مع الله، والصيام والقطاعة من أجل ترويض الإرادة وترميم العلاقة مع الذات الإنسانية والمسيحية، وأعمال المحبة والرحمة من أجل ترميم علاقة الأخّوة والتضامن مع الفقراء والمتألمين". وأضاف غبطته "يوبيل سنة الرحمة يجعل من الصوم الكبير زمنًا قويًا للاحتفال برحمة الله، واختبارها وعيشها معه توبةً وارتداد قلب، ومع الناس أفعال حنان وتضامن وغفران. وعبور الباب المقدّس يرمز إلى رغبة في القلب والإرادة للبلوغ إلى الرحمة، وللالتزام بأن نكون رحماء تجاه الآخرين، كما الله هو رحوم معنا. إن مسيرة الصوم الكبير وعبور الباب المقدس في سنة الرحمة يذكّراننا بأنّنا في حالة حجّ على وجه الأرض، وحالة مسافرين نحو هدف منشود، هو سعادة الحياة التي نجدها في الله، على ما كتب القديس أغسطينوس: "لقد خلقتنا لكَ يا ربّ. ويظلّ قلبنا قلقًا ومضطربًا حتى يرتاحَ فيك".

ومما جاء في رسالة الصوم للبطريرك الراعي نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية: "زمن الصوم الكبير هو زمن سماع كلام الله من أجل تثقيف الإيمان. ولهذه الغاية تُقام رياضات روحيّة في الرعايا والأديار والمدارس والمؤسّسات. فنطلب من الواعظين أن يتناولوا في عظاتهم مضمون هذه الرسالة الراعوية، وبراءة يوبيل سنة الرحمة، ورسالة البابا فرنسيس للصوم الكبير"، وأضاف غبطته: "رافقت ممارسة الصيام والقطاعة والأماتات حياة الكنيسة منذ نشأتها، كتعبير خارجي حسّي عن التوبة الداخلية، وتكفير عن الخطايا والآثام، وترويضٍ للذات على الصمود بوجه تجارب الحياة ومغرياتها، وكوسيلة ملائمة للصلاة، ورفع العقل والقلب إلى الله، للاستنارة منه ولالتماس النموّ في الفضائل. وتكتمل هذه الممارسة بالالتزام بأعمال المحبة والرحمة تجاه كلّ مَن هم بحاجة إليها. ومعلوم أنّها ممارسة مطلوبة من قِبل الله في الكتب الموحاة، وأنّ جميع الأديان تعيشها وتحافظ عليها جيلاً بعد جيل. الربّ يسوع نفسه مارس الصوم، منقطعًا عن الطعام طيلة أربعين يومًا وأربعين ليلة استعدادًا لبدء رسالته الخلاصيّة. وأوصانا بأن نصوم من دون تظاهر كاذب، بل بانسحاق قلب أمام الله، وبإصلاح في المسلك. أيام الصيام تقتضي منا العيش بالصلاة والخلوة مع الذات، والابتعاد عن ضجيج العالم، من أجل الإصغاء لإرادة الله، ومحاسبة حياتنا ومسلكنا في ضوء إرادته ورسومه ووصاياه. إنّ الذين بحثوا عن الله بالصوم والصلاة وجدوه، ووجدوا معنى وجودهم وغايته، كما وجدوا الأجوبة على تساؤلاتهم الكثيرة"... "والصيام ضروري لثباتنا في الإيمان الذي به نتغلّب على جميع مصاعب الحياة ومحنها... "أجل، زمن الصوم هو الوقت المناسب للثبات في الإيمان، الذي بدونه نبقى سريعي العطب، ومثل قشّة يتجاذبها الريح"...

وفي ختام رسالته لزمن الصوم 2016، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: "صوم وصلاة وتوبة وأعمال محبة ورحمة. هذا هو "الزمن المقبول لدى الله"، زمن الصوم الكبير، الذي يكتسب قيمة يوبيلية في "سنة الرحمة". إنه زمن العبور إلى الرحمة والغفران، اللذين هما جوهر الله وعطيته للإنسان لكي يستطيع أن يعيش مع أخيه الإنسان بفرح وتعاون وسلام"...  "نسأل الله أن يساعد الجميع على أن يفتحوا قلوبهم للنعم السماوية التي تفيض في هذا "الزمن المقدس"، بفضل الأصوام والصلوات، وممارسة سرّ التوبة، ومبادرات المصالحة، وأعمال المحبة والرحمة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، "أم الرحمة".








All the contents on this site are copyrighted ©.