2016-01-27 13:06:00

مداخلة الكرسي الرسولي أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة نقاش عُقدت للتباحث في الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية. أشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى الجمود السائد على عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية، لافتا إلى أن أعمال العنف مستمرة في المنطقة في غياب مفاوضات بين الجانبين، ما يحمل الكثيرين على التساؤل بشأن جدوى اتفاقات أوسلو السلمية، التي أطلقت العملية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وعبر رئيس الأساقفة أوزا عن قناعة الكرسي الرسولي بأن العملية السلمية بين الطرفين المتنازعين يمكن أن تتقدم فقط في حال حصول مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك بدعم قوي من المجتمع الدولي. وأكد أن هذا الأمر يتطلب اتخاذ قرارات شجاعة من قبل الجانبين وتقديم تنازلات منصفة من الطرفين. وأكد في هذا السياق أن المحادثات السلمية التي تجري بحسن نية يمكنها أن تحل الخلافات، وتحمل السلام للشعبين.

بعدها ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بالخطاب الذي وجهه البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد في الحادي عشر من الشهر الجاري، وعبّر البابا آنذاك عن أمله بأن تُضمد الجراح ويحل التعايش السلمي بين الشعبين اللذين يطمحان إلى السلام.

هذا ثم تطرق رئيس الأساقفة أوزا إلى الاتفاق الشامل الذي تم التوقيع عليه بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين في السادس والعشرين من حزيران يونيو الماضي ودخل حيّز التنفيذ في الثاني من كانون الثاني يناير الجاري، مشيرا إلى أنه يتعلق بحياة ونشاطات الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة، وأكد أن الكرسي الرسولي ـ وفي خضم المعاناة والاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط ـ يأمل بأن يشكل هذا الاتفاق قدوة للحوار والتعاون، خصوصا في البلدان العربية والمسلمة.

لم تخلُ مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة من الإشارة إلى الحرب الأهلية التي تتخبط فيها سورية منذ قرابة الخمس سنوات، مشيرا إلى الفظائع والأعمال الوحشية التي يرتكبها بحق المدنيين العزّل العديد من المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى سورية من أنحاء العالم كافة، وهذا ما يحصل أيضا في بعض أجزاء العراق. وهذا ما أدى إلى اضطهاد بعض الأقليات العرقية والدينية، وقد تطرق البابا فرنسيس إلى هذه المسألة في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي معربا عن قناعته بأن العمل السياسي المشترك وحده قادر على استئصال جذور التطرف والأصولية اللذين يدفعان الأشخاص إلى ارتكاب أعمال إرهابية تحصد العديد من الضحايا لا في سورية وليبيا وحسب بل أيضا في بلدان أخرى في أفريقيا الشمالية.

وبعد أن سلط رئيس الأساقفة أوزا الضوء على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين عبّر عن دعم الكرسي الرسولي للقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي ينادي بسيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، ويطالب بالتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الدامي. وختم مؤكدا أن الكرسي الرسولي يتطلع إلى مباحثات السلام المرتقبة في جنيف، لكونها أفضل فرصة بالنسبة للجماعة الدولية كي تحمل الاستقرار والسلام الدائم لسورية والمنطقة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.