2016-01-24 12:30:00

البابا يتلو التبشير الملائكي ويتحدث عن أهمية إعلان الإنجيل الذي يبدل القلوب ويضمد الجراح


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وتوقف في مستهل حديثه عند إنجيل القديس لوقا الذي يحدثنا عن بداية حياة الرب يسوع التبشيرية. إن كلمات يسوع ـ قال البابا ـ ذات سلطة لأنه يأمر الأرواح النجسة وهي تطيعه، كما أن الرب كان مختلفا عن معلمي زمانه، فهو لم يفتح مدرسة لدراسة الشريعة، بل راح يتجول ويبشر ويعلّم في كل مكان: في المجامع، في الطرقات وفي البيوت. ولفت البابا إلى أن يوحنا المعمدان أعلن دينونة الله، بينما يسوع كشف عن مغفرة الآب.

هذا ثم توقف البابا عند الحادثة التي يرويها القديس لوقا البشير، عندما دخل يسوع المجمع في الناصرة، ووقف ليقرأ من الكتابات المقدسة. فقد فتح سفر النبي أشعياء وقرأ "روحُ الربِّ عليَّ، لأَنَّهُ مَسَحَني لأُبشِّرَ المَساكين" (لوقا 4، 18). وبعدها قال للجمع "أَليَومَ تمَّتْ هذهِ الكتِابةُ التي تُليَتْ على مَسامِعِكم" (الآية 21). مضى البابا إلى القول إن رسالة يسوع تمثّلت في تبشير المساكين، وهذه هي أيضا رسالة الكنيسة، وكل معمد في الكنيسة: إن إعلان الإنجيل قولا وفعلا هو الغاية الرئيسة للجماعة المسيحية وأعضائها كافة. يسوع يوجه البشرى السارة للجميع، ويفضل المتألمين والمرضى ومن نبذهم المجتمع. وأكد البابا فرنسيس أن تبشير المساكين، يعني الاقتراب منهم وخدمتهم وتحريرهم من الاضطهاد، وكل ذلك باسم روح المسيح ومعه، لأنه هو إنجيل الله، هو رحمة الله وهو التحرر الآتي من الله.

وبعد أن أشار إلى أن الكلمات الواردة في سفر النبي أشعياء هي عبارة عن نبوءة حول قدوم ملكوت الله، تساءل البابا ما إذا كنا نحن اليوم كجماعات وهيئات وحركات أمناء لبرنامج المسيح! وإذا ما كانت مساعدة الفقراء من أولوياتنا، لافتا إلى ضرورة تقديم قوة إنجيل الله الذي يبدل القلوب ويضمد الجراح، ويحوّل العلاقات البشرية والاجتماعية تماشيا مع منطق المحبة. وأكد أن هذا الفعل لا يقتصر فقط على الرعاية الاجتماعية وليس نشاطا سياسيا. 

في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي، حيا البابا المؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية، لاسيما أولئك القادمين من مختلف الرعايا الإيطالية والأجنبية فضلا عن الجمعيات والعائلات. وخص بالذكر أيضا الحجاج القادمين من مدينة سيرفيلو الإسبانية للمشاركة في مؤتمر تنظمه "الجماعة العالمية للتأمل المسيحي". هذا ثم تمنى البابا للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا، سائلا المؤمنين ألا ينسوا أن يصلوا من أجله!








All the contents on this site are copyrighted ©.