2016-01-10 12:30:00

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن أهمية سر العماد


أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي. استهل البابا كلمته مشيرا إلى أن الكنيسة تحتفل في الأحد الأول بعد عيد الدنح بعماد الرب يسوع، كما يُدعى المؤمنون إلى تذكر عمادهم بامتنان، وأكد أنه منح صباح اليوم سر العماد لمجموعة من الأطفال الحديثي الولادة سائلا المؤمنين أن يصلوا من أجلهم.

هذا ثم توقف البابا عند إنجيل هذا الأحد الذي يقدم لنا يسوع في مياه نهر الأردن وفي محور وحي إلهي رائع، إذ يكتب القديس لوقا البشير في إنجيله "وإِذِ اعْتمدَ جَميعُ الشَّعبِ، اعتَمدَ يَسوعُ أَيضًا؛ وفيما كانَ يُصلِّي، انْفَتحتِ السَّماءُ، وانْحدرَ عَليهِ الرُّوحُ القدُسُ في صُورةٍ جِسْميَّةٍ، مِثْلَ حَمامَة؛ وانطلَقَ صَوتٌ منَ السَّماءِ، يَقول: "أَنتَ ابْني الحَبيبُ، بكَ سُرِرْت" (لوقا 3، 21-22). في هذه الطريقة ـ تابع البابا يقول ـ كرس الآب يسوع وكشف عنه على أنه المسيح المخلص والمحرر.

مضى البابا فرنسيس إلى القول إنه في هذا الحدث الذي تتطرق إليه الأناجيل الأربعة نرى الانتقال من معمودية يوحنا المعمدان، المرتكزة إلى رمز الماء، إلى معموية يسوع "بالروح القدس والنار". ولفت إلى أن الروح القدس هو في العماد المسيحي اللاعب الأساسي، إنه يحرق ويدمّر الخطيئة الأصلية معيدا إلى الشخص المعمد جمال النعمة الإلهية؛ إنه يحررنا من سلطان الظلمات، أي الخطيئة، وينقلنا إلى ملكوت النور، أي ملكوت المحبة، والحقيقة والسلام.

هذا ثم دعا البابا المؤمنين إلى التفكير بالكرامة التي يرتقي بنا إليها سر العماد، مذكرا بما جاء في رسالة القديس يوحنا الأولى " أُنظُروا بأَيَّةِ محبَّةٍ خَصَّنا الآبُ حتَّى نُدعى أَولادَ الله! ونَحنُ في الواقِعِ كذلك". (1 يوحنا 3، 1). إن هذا الأمر يتطلب أيضا مسؤولية اتباع يسوع، الخادم المطيع، كي نكون على غراره متواضعين وودعاء وحنونين. إن هذا الأمر ليس سهلا خصوصا عندما يحيط بنا انعدام التسامح والقساوة والغرور لكن بواسطة القوة التي ننالها من الروح القدس يصبح ذلك ممكنا.

بعدها أكد البابا فرنسيس أن الروح القدس الذي نلناه للمرة الأولى في يوم عمادنا يفتح قلبنا على الحقيقة، كل الحقيقة. ويدفع بحياتنا على درب المحبة والتضامن حيال أخوتنا. ويهبنا حنان المغفرة الإلهية وقوة رحمة الآب التي لا تُقهر. وذكّر البابا المؤمنين بأن الروح القدس هو حضور حي ومحي لدى من يقبله، يصلي فينا ويملأنا بالفرح الروحي. في الختام عاد البابا ليشجع المؤمنين على تذكّر يوم العماد وتجديد التزامهم في عيش حياتهم كمسيحيين، وكأعضاء في الكنيسة وفي بشرية جديدة. وسأل الحاضرين في الساحة الفاتيكانية من يتذكر تاريخ عماده، مشيرا إلى أن هذا التاريخ مهم جدا ولا بد أن يتذكره كل معمد.   

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيا البابا جميع المؤمنين والحجاج القادمين من روما وإيطاليا وأنحاء العالم كافة. وقال إنه يود أن يبارك في هذه المناسبة جميع الأطفال الذين نالوا سر العماد حديثا، كما أيضا الشبان والبالغين الذين نالوا للمرة الأولى الأسرار المسيحية أو من يستعدون لنيلها. هذا ثم تمنى للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا!       








All the contents on this site are copyrighted ©.