2015-12-31 17:33:00

البابا يترأس صلاة الغروب عشية عيد القديسة مريم والدة الله


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر الخميس صلاة الغروب في بازيليك القديس بطرس، عشية عيد القديسة مريم والدة الله، بمشاركة جمع غفير من المؤمنين، وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلها بالقول: ‏كم يفيض بالمعاني لقاؤنا اليوم معًا لنرفع التسبيح للرب في ختام هذه السنة!

تابع البابا فرنسيس يقول ‏إن الكنيسة، وفي مناسبات عديدة، تشعر بفرح وواجب أن ترفع أناشيدها لله بكلمات التسبيح هذه التي ‏ومنذ القرن الرابع ترافق الصلاة في الأوقات المهمة من حجها الأرضي. إنه فرح الشكر الذي ينبعث عفويا من صلاتنا، ليعترف بحضور الله المحب في أحداث تاريخنا. ‏لكن وكما يحدث غالبا نشعر خلال الصلاة أن صوتنا وحده لا يكفي؛ فهي تحتاج لأن تتقوى برفقة جميع شعب لله الذي وبانسجام يرفع نشيد شكره. ‏لذلك وفي "نشيد الحمد والشكر" الـ Te Deum نطلب مساعدة الملائكة والأنبياء والخليقة بأسرها لنرفع التسبيح للرب. بهذا النشيد نستعيد مسيرة تاريخ الخلاص حيث، وبفضل مخطط سريٍّ لِلَّه، ‏تجد مكانًا وملخصًا جميع أحداث حياتنا خلال هذا العام المنصرم.

أضاف الحبر الأعظم يقول في هذه السنة اليوبيلية، يتردد بشكل خاص صدى الكلمات الأخيرة لنشيد الكنيسة "لتكن رحمتك علينا يا رب: بقدر ما عليك اتكالنا". إن رفقة الرحمة هي نور لنفهم بشكل أفضل ما عشناه ورجاء يرافقنا في بداية عام جديد. يمكن لاستعادة أيام العام المنصرم أن تشكّل ذكرى للأحداث التي تعيدنا إلى أوقات فرح وألم، أو سعيًا لنفهم إن كنا قد شعرنا بحضور الله الذي يجدد كل شيء ويعضده بمساعدته. نحن مدعوون للتأكّد من أن أحداث العالم قد تمّت بحسب مشيئة الله أم أننا أصغينا في أغلب الأحيان إلى مشاريع البشر والتي غالبًا ما تكون محمّلة بالمصالح الخاصة وعطش إلى السلطة والعنف المجاني لا يمكن إرواءه.

ومع ذلك، تابع البابا فرنسيس يقول، إن أعيننا تحتاج اليوم لأن تركّز بشكل خاص على العلامات التي منحنا الله إياها لنلمس بأيدينا قوة حبّه الرحيم. لا يمكننا أن ننسى أن العديد من الأيام قد طُبعت بالعنف والموت وألم لا يوصف للعديد من الأبرياء واللاجئين المجبرين على ترك بلادهم، رجال ونساء وأطفال بدون مسكن وغذاء ودعم. لكن وعلى الرغم من ذلك كم من العلامات العظيمة للطيبة والمحبة والتضامن قد ملأت أيام هذا العام حتى ولو لم تتصدر نشرات الأخبار. لا يمكن ولا يجب أن تُخفى علامات الحب هذه من قبل غطرسة الشر، فالخير يتفوّق وينتصر على الدوام حتى وإن بدا أحيانًا ضعيفًا وخفيًّا.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول إن مدينتنا روما ليست غريبة عن وضع العالم بأسره هذا. أرغب بأن تبلغ جميع سكانها الدعوة الصادقة بالذهاب أبعد من صعوبات الزمن الحاضر. وليسمح الالتزام لاستعادة القيم الأساسية للخدمة والصدق والتضامن بتخطّي الشكوك الخطيرة التي سيطرت على هذا العام والتي هي دلائل لتكرس غير كاف في سبيل الخير العام. ولا تغيبنَّ أبدًا المساهمة الإيجابيّة للشهادة المسيحية فتسمح لروما، وبحسب تاريخها، وبشفاعة مريم الوالديّة، بأن تترجم في حياتها الإيمان والاستقبال والأخوة والسلام. "إياك أنت الإله نمدح...عليك توكّلتُ يا رب، فلن أخزى إلى الأبد".         

 








All the contents on this site are copyrighted ©.