2015-12-24 22:12:00

البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي عشية عيد الميلاد


ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الخميس قداس ليلة عيد الميلاد في بازيليك القديس بطرس، وألقى عظة استهلها بالقول: في هذه الليلة يسطع "نور عظيم"، ويضيء علينا جميعًا نور ولادة يسوع. كم هي حقيقيّة وآنيّة كلمات النبي التي سمعناها: "كثَّرتَ له الأُمَّة وفَّرت لها الفرح" (9، 2). لقد كان قلبنا يفيض بالفرح انتظارًا لهذه اللحظة؛ أما الآن فذاك الشعور يزداد ويفيض لأن الوعد قد تمّ وتحقّق. إن الفرح والابتهاج يؤكدان لنا أن الرسالة التي يحتويها سرُّ هذه الليلة تأتي حقًا من الله فلا يوجد مكان للشك؛ لا يوجد مكان للامبالاة التي تسيطر في قلب من ليس باستطاعته أن يُحب لأنه يخاف من أن يخسر شيئًا ما؛ ويُطرد الحزن لأن الطفل يسوع هو معزّي القلب الحقيقي.

تابع الأب الأقدس يقول اليوم ولد ابن الله وكل شيء تغيّر! إن مخلّص العالم يأتي ليشاركنا طبيعتنا البشريّة فلسنا وحدنا أو متروكين بعد الآن. العذراء تقدّم لنا ابنها كمبدأ حياة جديدة. النور الحقيقيّ يأتي لينير حياتنا التي غالبًا ما يحبسها ظلام الخطيئة. اليوم نكتشف مجدّدًا هويتنا! في هذه الليلة تظهر أمامنا المسيرة التي ينبغي إتباعها للوصول إلى الهدف. وبالتالي ينبغي أن يزول كل خوف لأن النور يدلّنا إلى الدرب نحو بيت لحم. لا يمكننا أن نبقى جامدين وهامدين. لا يُسمح لنا بأن نبقى جامدين وهامدين. ينبغي علينا أن نذهب لرؤية مخلّصنا المُضجع في مذود. هذا هو سبب الفرح والبهجة: هذا الطفل الذي "ولد لنا" و"أُعطي لنا" كما يعلن أشعيا. إلى شعب يسير منذ ألفي سنة على دروب العالم ليشارك هذا الفرح مع كل إنسان أوكل رسالة أن يجعل "ملك السلام" معروفًا ويصبح أداته الفعالة في وسط الأمم.

أضاف البابا فرنسيس يقول لذلك وعندما نسمع من يتكلّم عن ولادة المسيح ينبغي علينا أن نبقى في صمت ونسمح لذاك الطفل بأن يتكلّم؛ لنطبع في قلوبنا كلماته بدون أن نحيد النظر عن وجهه. إن أخذناه بين ذراعينا وسمحنا له بأن يعانقنا فسيحمل لنا سلام القلب الذي لا يعرف نهاية. هذا الطفل يعلّمنا ما هو الجوهري في حياتنا حقًّا. يولد في فقر العالم لأنه لم يكن له ولأهله موضع في المنامة. وجد ملجأ وعضدًا في مغارة وأُضجع في مزود للحيوانات. ومع ذلك ومن هذا العدم لاحَ نور مجد الله. من هنا وللناس ذوي القلوب البسيطة يبدأ درب التحرير الحقيقي والفداء الأبدي. من هذا الطفل، الذي يحمل ملامح صلاح الله ورحمته ومحبّته مطبوعة في وجهه، ينبع لنا جميعًا نحن تلاميذه، كما يعلّم القديس بولس الرسول، التزام "نبذ الكُفْر" وغنى العالم لِنَعيش "بِرَزانة وعدل وتقوى" (طيطس 2، 12).

تابع الأب الأقدس يقول في مجتمع ينتشي غالبًا بالاستهلاك والملذات، يدعونا الله إلى التحلّي بتصرّف رزين أي بسيط ومتّزن قادر على فهم الجوهري وعيشه. في عالم غالبًا ما يكون قاسيًا مع الخاطئ ورخو مع الخطيئة، نحن بحاجة لنعزز معنى العدالة والسعي إلى عيش مشيئة الله. وفي داخل ثقافة اللامبالاة، والتي غالبًا ما تكون بلا رحمة، ليكن أسلوب حياتنا مُفعم بالتقوى والرأفة والرحمة التي يستقيها يوميًّا من الصلاة.

وختم الأب الأقدس عظته عشيّة عيد الميلاد بالقول على مثال رعاة بيت لحم، لتتمكّن عيوننا أيضًا من أن تمتلئ بالدهشة والإعجاب في تأمُّلها للطفل يسوع ابن الله. ولينبثق أمامه من قلوبنا التضرّع: "أرنا يا رب رحمتك وهب لنا خلاصك" (مز85، 5).

 








All the contents on this site are copyrighted ©.