2015-12-17 14:24:00

رسالة بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال لعيد الميلاد المجيد 2015


وجه بطريرك القدس للاتين صاحب الغبطة فؤاد طوال يوم الأربعاء السادس عشر من كانون الأول ديسمبر رسالته لعيد الميلاد المجيد 2015، قال فيها: "كم هو مؤلم أن نرى بلادنا المقدسة مرة أخرى في دوامة مفرغة من العنف الدامي. كم هو مؤلم أن نسمع لغة الحقد وقرقعة السلاح تعلو فوق المنطق والحوار! إن آلام سكان هذه الأرض هي آلامنا ولا يمكننا تجاهلها. يكفينا إراقة دماء بريئة. لقد تعبنا من الصراع وتعبنا من انتظار الحلول. إلى الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين نقول انه حان الوقت للتسلّح بالشجاعة والسعي إلى سلام عادل. كفانا تردد وتأجيل الحلّ النهائي بدون مبرّر. الناس يطلبون السلام والأمن والطمأنينة. وكلا الشعبين في الأرض المقدسة – الإسرائيلي والفلسطيني ـ لهما نفس الكرامة والحق في العيش داخل دولة مستقلة وآمنة."

ومما جاء في رسالة البطريرك طوال نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين: "إن العالم يواجه تهديدًا إرهابيًا غير مسبوق بسبب أيديولوجية الموت التي يغذيها التشدد الديني التكفيري الذي يثير الرعب. بالأمس القريب استهدفت هذه الإيديولوجية عدة بلدان، وكانت قد تمركزت في العراق وسوريا. إن الوضع في سوريا هو قلب الأزمة الحالية، ويعتمد مستقبل الشرق الأوسط على إيجاد حل لهذه الأزمة. إن هذه الحروب العبثيّة تستمر أيضا بسبب تجارة السلاح الذي تتسابق فيه عدة دول. إننا نواجه مع الأسف ازدواجية مقلقة. بعض الدول تتحدّث عن العدالة والسلام بينما تسوّق وتبيع السلاح للمتحاربين. إلى هؤلاء التجار الذين لا وازع لهم ولا ضمير عندهم نقول: إن مسؤوليتكم عظيمة. عودوا إلى الله الذي عليكم المثول أمامه للإجابة عن دم إخوتكم. إن الرد العسكري واستخدام القوة لا يمكنهما حل الخلافات العالمية. يجب معالجة الأسباب من خلال محاربة ظواهر الفقر والظلم والجهل التي تشكّل أرضاً خصبة للإرهاب".

وتابع البطريرك فؤاد طوال رسالته قائلا "للكنيسة وجماعة المؤمنين ردٌ على الوضع الحالي. وهذا الرد يتمثل في إعلان البابا فرنسيس أن السنة 2016 هي سنة يوبيل الرحمة والغفران. إن الرحمة هي العلاج لمعاناة الزمن الحاضر لأن مرض العصر هو غياب العدل وانعدام الرحمة. ليست الرحمة نهج تعامل فردي وحسب، بل نهجٌ للحياة العامة في جميع مرافقها: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وعلى جميع مستوياتها: العالمية والإقليمية والمحلية، وفي جميع اتجاهاتها: بين الدول والشعوب والفئات والديانات والمذاهب…. وعندما تصبح الرحمة مكوِّنًا من مكوّنات العمل العام، على جميع هذه المستويات، فإنها كفيلة بأن تنقل العالم من دائرة المصالح الأنانية إلى دائرة القيم السامية، وهذا ما يساهم في بناء عالم أفضل لكلّ البشر. إنّ الرحمة عمل سياسيّ بامتياز، إذا أخذنا العمل السياسي بمعناه الكبير والنبيل، أي إدارة الأسرة البشرية على أسس أخلاقية، تكون الرحمة إحدى مكوناتها، بعيدا عن العنف والظلم والتسلّط والهيمنة. وبمناسبة سنة الرحمة هذه ندعو الحجاج لزيارة الأرض المقدسة. ستكون إقامتهم آمنة بالرغم من الأوضاع المتوترة في هذه الأرض. فهم موضع احترام وتقدير من قبل الجميع".

وفي ختام رسالته لعيد الميلاد 2015، قال بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال "أيها الأصدقاء الأعزاء، إن ميلاد المسيح هو علامة من علامات رحمة الله للبشرية وهو وعد بالفرح والخلاص. لذا نطلب من صاحب العيد أن ينعم عالمنا المجروح بالمحبة والسلام والمصالحة".








All the contents on this site are copyrighted ©.