2015-12-09 12:27:00

مداخلة رئيس الأساقفة تومازي أمام المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واستهل كلمته معربا عن امتنانه للجهود التي تبذلها هذه الحركة الدولية سعيا لتلبية الاحتياجات البشرية خصوصا في أوضاع الأزمات الإنسانية والحالات الطارئة، مشيرا بنوع خاص إلى التجاوب مع تفشي فيروس الإيبولا في كل من غينيا، ليبيريا وسيراليون. ولفت سيادته إلى أن العديد من المؤسسات والمنظمات الإنسانية والخيرية التابعة للكنيسة الكاثوليكية عملت وتعمل جنبا إلى جنب مع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

بعدها ذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن هذا المؤتمر يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لإعلان المبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ألا وهي الإنسانية، الحيادية، عدم الانحياز، الاستقلالية، الخدمة التطوعية والوحدة والشمولية، وأشار إلى وجود العديد من المنظمات الخيرية، ومن بينها هيئات دينية الطابع، تحمل أيضا هذه المبادئ المذكورة آنفا، من هذا المنطلق لا بد من الإفادة من انعقاد المؤتمر بغية العمل على تعزيز القانون الإنساني الدولي والتأكد من حسن تطبيقه من قبل جميع الدول ومختلف الأطراف.

هذا ثم شدد تومازي على أن الاحتياجات الإنسانية معقدة بطبيعتها لكن لا بد من الانطلاق من مبدأ حماية الحياة والصحة وضمان احترام كرامة الكائن البشري. وهذه المبادئ سلط الضوء عليها البابا فرنسيس في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول سبتمبر الماضي، خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية. وعاد مراقب الكرسي الرسولي ليؤكد التزام الكنيسة الكاثوليكية والهيئات الخيرية التابعة لها في الاستجابة للأزمات الإنسانية والحالات الطارئة، والحيلولة دون تفاقم الأوضاع الصعبة، وشدد في هذا السياق على أن الوقاية الأنسب من الأزمات وحالات الطوارئ تكمن في توفير تنمية بشرية متكاملة تأخذ في عين الاعتبار كل أبعاد التطور البشري، بما في ذلك البعد الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والعاطفي والروحي.

وأشار رئيس الأساقفة تومازي إلى التحذيرين الأخيرين اللذين أطلقهما الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر محذرين من عدم احترام القانون الإنساني الدولي، وأكدا أن العالم يقف اليوم على مفترق طرق ويتعين على جميع اللاعبين الدوليين وغير الدوليين الالتزام في احترام هذه المبادئ بشكل يعود بالفائدة على ملايين الأشخاص الذين يعانون من تبعات الصراعات المسلحة. وختم المسؤول الفاتيكاني مداخلته مذكرا بأن جميع الأشخاص يتمتعون بالكرامة نفسها، ويحق لهم بالتالي أن يتمتعوا بخيرات هذا العالم وأن يشاركوا في صنع القرارات السياسية التي تؤثر على حياتهم وعلى أجيالهم المستقبلية.








All the contents on this site are copyrighted ©.