2015-12-09 14:30:00

بكركي ـ البطريرك الماروني يترأس قداسا احتفاليا لمناسبة افتتاح يوبيل الرحمة


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الثلاثاء الثامن من كانون الأول ديسمبر قداسا احتفاليًا لمناسبة افتتاح يوبيل الرحمة، ذلك في الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، وألقى غبطته عظة استهلها بالقول: يسعدنا أن نفتتح معكم يوبيل سنة الرحمة ونفتح الباب المقدَّس وندخله باب رحمة وهو باب يسوع المسيح الخلاصي، وأضاف: نودّ أولا أن نشارك قداسة البابا فرنسيس، ونصلّي من أجل تحقيق نواياه الكبيرة فيما هو يفتتح اليوم سنة الرحمة، يوبيلا استثنائيا، ويفتح الباب المقدّس في بازيليك القديس بطرس بروما. ونشكره من صميم قلوبنا على هذه المبادرة النبويّة إدراكًا منه أن عالم اليوم المتطوّر والمتقدِّم بشكل مذهل في حقل الاكتشافات والتقنيّات، إنما يحتاج إلى روح ينعش كل إنجازاته، وهذا الروح هو الرحمة التي عندما تسكن قلب الإنسان تصبح ينبوع محبّة وفرح وسلام.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته يقول في عظته: عالم اليوم المتجبِّر الذي يعتمد لغة الحرب والسلاح والإرهاب، لغة الحقد والتفرقة، لغة الظلم والاستبداد والاستكبار، لغة الاحتقار والإذلال والاستغلال، إنما يحتاج إلى لغة الرحمة التي تبدِّل كل لغاته هذه العدائية تجاه الله والإنسان. حقا، عالم اليوم بحاجة إلى إنجيل الرحمة. لقد اختار قداسة البابا فرنسيس عيد أمنا مريم العذراء سلطانة الحبل بلا دنس، الذي تحتفل به الكنيسة اليوم في كل العالم، موعدا لافتتاح يوبيل سنة الرحمة. ليس فقط لأنها ابنة رحمة الله المتجليّة فيها، بل لأنها أمّ الرحمة التي نلجأ إليها ملتمسين على يدها رحمة الله المتنوّعة: الشفاء لنفوسنا من خطاياها، ولأجسادنا من أمراضها، ولمجتمعاتنا ودولنا من نزاعاتها، والعودة للبعيدين، والنجاح للعاملين والدارسين، والراحة للموتى والعزاء للمحزونين، والفرج للمقهورين.

وأضاف البطريرك الماروني أن الدخول من الباب المقدّس، باب الرحمة، هو من أجل اختبار محبّة الله التي تغفر وتعزّي وتعطي الرجاء. ومن أجل قبول نعمة المصالحة مع الله والناس، والمصالحة مع الذات بتجدّدها الروحي الداخلي، وهو تجدُّد في الرؤية والمسلك، بنعمة المسيح وأنوار الروح القدس. الدخول من باب الرحمة هو عبور إلى عالم الفقراء والمعوزين والمتألّمين، من أجل مدّ يد المساعدة لهم وفقا لحاجاتهم المادية والروحية، المعنوية والثقافية. إننا ندعو الجماعة السياسية في لبنان لعبور باب الرحمة، إلى خلاص الوطن من كل معاناته لاسيما من معاناته السياسية المتمثّلة بالفراغ الرئاسي منذ سنة وسبعة أشهر. ولن يستطيع الأشخاص المعنيّون ذلك من دون التحرّر من عتيق نظراتهم ومواقفهم ومصالحهم. ندعوهم للعبور بالبلاد من خلال باب الرحمة إلى حياة اقتصادية منظّمة تُخرج الشعب اللبناني من معاناة الفقر والحرمان وحالة الإذلال. وإننا ندعو حكّام الدول، العربية والغربية، لعبور باب الرحمة إلى بطولة رمي السلاح جانبا وإيقاف الحروب ومصالحها السرابية في كل من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وسواها من بلدان هذا الشرق؛ والى بطولة إيجاد الحلول السياسية العادلة والشاملة والدائمة للنزاعات؛ والى بطولة إحلال السلام، هذه العطية السماوية الموكولة من الله إلى البشر؛ والى بطولة إعادة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم وأوطانهم وإعادة حقوقهم بحكم مواطنيتهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.