2015-12-04 12:20:00

مداخلة رئيس الأساقفة غالاغر خلال قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا


ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر مداخلة خلال قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد واستهل كلمته بالحديث عن الصراعات العديدة والهجمات الإرهابية التي لم تنج منها القارة الأوروبية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأضاف أن أوروبا تواجه منذ سنة موجة كبيرة من النزوح واللجوء فضلا عن أشكال عدة من الفقر والإقصاء في العديد من المناطق المجاورة. وأكد سيادته أن الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية قريبان من الأشخاص الذين يعانون من العنف وتُنتهك كرامتهم البشرية.  

ثم أشار إلى أن المخاطر والتهديدات المحدقة بالعديد من الشعوب الأوروبية غالبا ما ترتكز إلى الهوية العرقية، الاثنية أو الدينية. واعتبر المسؤول الفاتيكاني أن الأحداث التي شهدناها في الفترة الأخيرة تبين أنه لم يعد بإمكاننا الحديث عن الأقليات والأكثرية، بما أن ظاهرة انعدام التسامح والتمييز غالبا ما تستهدف المجموعتين. وفيما يتعلق بالمسيحيين، تابع المطران غالاغر يقول، من المعروف أن هؤلاء يتعرضون للاضطهاد في العديد من البلدان، وهذا يحصل أيضا في المجتمعات حيث يشكل المسيحيون أكثرية السكان. ولفت أيضا إلى أهمية العمل على ضمان الحريات الدينية وحرية المعتقد للجميع، مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه الكرسي الرسولي لمركزية حرية الدين والمعتقد، خصوصا لأن هذه الحرية تشكل ركيزة باقي الحريات الأساسية.

هذا ولم تخل مداخلة غالاغر من الإشارة إلى ضرورة احترام حقوق المرأة وضمان المساواة بين الجنسين، وبالتالي فإن الكرسي الرسولي يدعم كل الالتزامات الساعية إلى تحقيق المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة. أما فيما يتعلق بالمسائل البيئية والاقتصادية، من الأهمية بمكان أن يوضع الكائن البشري في صلب كل الاهتمامات والسياسات المتّبعة في هذا المجال. وذكّر سيادته في هذا السياق بالخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر الماضي في إطار زيارته للولايات المتحدة عندما شدد على قيمة كل كائن بشري. ولفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة غالاغر إلى أن الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي يشكل بحد ذاته نكرانا للأخوة البشرية وتعديا خطيرا على حقوق الإنسان وعلى البيئة. وأكد في الختام دعم الكرسي الرسولي لكل المبادرات الرامية إلى تعزيز الحوار والتفاوض من أجل حل الصراعات الراهنة وتعزيز السلام والأمن العالميين.








All the contents on this site are copyrighted ©.