التقى قداسة البابا فرنسيس عصر اليوم السبت في كولولو في كامبالا بشباب أوغندا في جو من الفرح تميّز بموسيقى ورقصات تقليديّة وبعد أن استمع الأب الأقدس إلى تحيّة المطران بول سيموجيريريه المسؤول عن راعويّة العلمانيين في الأبرشيّة وإلى شهادتي حياة اثنين من الشباب إيمانويل أودوكونييرو الذي أسره "جيش الرب للمقاومة" عام 2003 وعذّبوه وقتلوا أصدقاءه وويني نانسوبا التي وُلدت مصابة بفيروس الـ "HIV"، ألقى البابا فرنسيس كلمة عفويّة باللغة الإسبانيّة استهلها بالقول استمعت بألم كبير إلى شهادة حياة ويني وإيمانويل وخلال استماعي إليهما طرحت على نفسي هذا السؤال: "هل يمكن لخبرة سيئة أن تفيدني في حياتي؟" الجواب هو نعم! فإيمانويل وويني قد عاشا خبرات سلبيّة في حياتهما. كانت ويني تعتقد أنه ليس لديها مستقبل وبأن الحياة قد وضعت أمامها جدارًا كبيرًا لكن يسوع أفهمها أنه يمكن لمعجزات كبيرة أن تحصل في حياتنا وتحول الجدران إلى آفاق، آفاق تحدثنا عن المستقبل.
تابع الأب الأقدس يقول إزاء خبرة سلبية – والعديد منا قد عاشوا خبرات سلبية – هناك دائمًا إمكانية أن يُفتح أمامنا باب أفق نحو المستقبل، وهذا الباب نفتحه بقوّة يسوع. واليوم ويني قد حوّلت حزنها إلى رجاء. وهذا ليس بسحر وإنما هو عمل يسوع المسيح لأن يسوع هو الرب وبإمكانه أن يفعل أي شيء. إن يسوع قد عاش أكبر خبرة سلبيّة يمكن لأحد أن يعيشها، تعرّض أولاً للإهانة والرفض ومن ثمَّ قُتل؛ ولكنه بقوّة الله الآب قام من بين الأموات وبإمكانه أن يحقق هذا الأمر عينه في كلّ فرد منا وفي كل خبرة سلبيّة نعيشها لأن يسوع هو الرب!
أضاف الحبر الأعظم يقول يمكنني أن أتخيّل، لا بل لنحاول جميعًا أن نتخيّل ألم إيمانويل عندما رأى أصدقاءه يتعرضون للتعذيب وعندما رأى بعضهم يُقتلون. لقد كان إيمانويل شُجاعًا، كان يعرف أنه إن هرب وتمَّ العثور عليه فسيقتلونه هو أيضًا ولكنّه خاطر، وثق بيسوع وهرب وها هو اليوم معنا بعد أربع عشرة سنة وقد درس ونال شهادة في العلوم الإداريّة. يمكن للمرء على الدوام أن يجد حلولاً لما يعترضه. فحياتنا هي كالبذار، ولكي نعيش ينبغي علينا أن نموت أولاً. وأحيانًا قد يكون موتنا كموت أصدقاء إيمانويل وكموت كارلو لوانغا وشهداء أوغندا، لكن من خلال هذا الموت تولد الحياة للجميع. فعندما أحوّل السلبي إلى إيجابي أنتصر، لكن هذا الانتصار ممكن فقط بفضل نعمة يسوع، فهل أنتم مستعدون لتحويل جميع الأمور السلبية في حياتكم إلى أمور إيجابيّة؟ تذكروا على الدوام أنكم شعب شهداء وفي عروقكم تجري دماء الشهداء ولذلك تملكون الإيمان والحياة، وهذا الإيمان وهذه الحياة هما ما نسميّه بلؤلؤة أفريقيا!
تابع البابا فرنسيس يقول يمكن ليسوع أن يغيّر حياتك، يمكنه أن يهدم جميع الجدران الذي تعيق تقدّمك، وبإمكانه أن يجعل من حياتك خدمة للآخرين. قد يسألني البعض منكم: "وهل هناك عصاة سحريّة يمكنها أن تحوّل الأمور؟" لا، ولكن إن كنتم تؤمنون أنه بإمكان يسوع أن يغيّر حياتكم أطلبوا مساعدته وهذه المساعدة تُدعى "صلاة". صلّوا ليسوع لأنه المخلّص ولا تتوقفوا أبدًا عن الصلاة، لأن الصلاة هي السلاح الأقوى الذي يمكن لأي شاب أن يملكه. ويسوع يحبنا جميعًا ويريد أن يساعدنا جميعًا، لذلك افتحوا له أبواب قلوبكم واسمحوا له بالدخول، وعندما يدخل يسوع إلى حياتنا يساعدنا لنحارب ضدّ جميع المشاكل التي قد تواجهنا ولنتخطى جميع الأوضاع التي نعيشها. لكن تذكّروا أن تكافحوا على الدوام، كافحوا بإرادتكم وبالصلاة!
أضاف الأب الأقدس يقول هناك أمر ثالث أريد أن أقوله لكم نحن جميعنا في الكنيسة وننتمي للكنيسة، وهذه الكنيسة لديها أمٌّ اسمها مريم. صلّوا إلى هذه الأم. تعلمون أنه عندما يقع الطفل ويؤذي نفسه يبدأ بالبكاء ويهرع إلى أمّه... وهكذا نحن أيضًا عندما نواجه مشكلة ما، أفضل ما يمكننا فعله هو أن نذهب إلى حيث هي أمُّنا. لذلك تذكروا على الدوام هذه الأمور الثلاثة: أولاً تخطي الصعوبات، ثانيًا تحويل السلبي إلى إيجابي وثالثًا الصلاة، الصلاة إلى يسوع القادر على كل شيء، إلى يسوع الذي يدخل قلوبنا ويحوّل حياتنا، يسوع الذي جاء ليخلّصنا وبذل حياته من أجلنا. صلّوا إلى يسوع لأنه الرب الوحيد وبما أننا لسنا يتامى ولدينا أمٌّ ترافقنا صلوا أيضًا إلى أمنا مريم! وخلص البابا إلى القول أشكركم لأنكم أصغيتم إلي وأشكركم لأنكم تريدون تحويل السلبي إلى إيجابي ولأنكم تريدون محاربة الشر إلى جانب يسوع، لكنني أشكركم بشكل خاص لأنكم لا تريدون أبدًا أن تتوقفوا عن الصلاة!
All the contents on this site are copyrighted ©. |