2015-11-28 10:12:00

البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي في مزار الشهداء الأوغنديين في ناموغونغو


ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت القداس الإلهي في مزار الشهداء الأوغنديين في ناموغونغو، وقد ألقى عظة استهلها من كتاب أعمال الرسل (1، 8) "سينزِلُ عليكُمُ الروحُ القُدُس، فتَتَلقَّونَ منه القُدرةَ وتكونونَ لي شُهودًا في أورشليم واليهوديةِ كلِّها والسامرة، حتى أقاصي الأرض"، وأشار الأب الأقدس إلى أنه منذ زمن الرسل حتى يومنا الحاضر قام عدد كبير من الشهود بإعلان يسوع وإظهار قوة الروح القدس، وأضاف أننا نتذكّر اليوم بامتنان تضحية الشهداء الأوغنديين الذين بلغت شهادة محبتهم للمسيح وكنيسته "أقاصي الأرض". وأشار البابا فرنسيس إلى أننا نتذكّر أيضا الشهداء الأنغليكان مضيفًا أن موتهم من أجل المسيح يقدم شهادة على مسكونية الدم. إن جميع هؤلاء الشهود قد نمّوا عطية الروح القدس في حياتهم، وشهدوا بحرية لإيمانهم بيسوع المسيح وحتى من خلال التضحية بالحياة. وأضاف الأب الأقدس لقد نلنا نحن أيضا عطية الروح القدس لنصبح أبناء وبنات لله، ولنشهد أيضا ليسوع ونجعله معروفًا ومحبوبًا في كل مكان. لقد نلنا الروح القدس حين وُلدنا من جديد في المعمودية، وتقوّينا بعطاياه في التثبيت. ونحن مدعوون يوميا لتعميق حضور الروح القدس في حياتنا.

أشار الأب الأقدس إلى أن عطية الروح القدس قد أُعطيت كي نتقاسمها وقال إنها توحّدنا مع بعضنا البعض كمؤمنين وأعضاء حية في جسد المسيح السريّ، وتذكّر البابا فرنسيس القديسيْن جوزيف مكاسا وتشارلز لوانغا اللذين وبعد أن تنشآ على الإيمان، أرادا أن ينقلا العطية التي نالاها، وقاما بذلك خلال أزمنة خطيرة. فلم تكن حياتهما فقط في خطر وإنما أيضا حياة الشبان الموكلين لرعايتهما. ولكونهما نمّيا إيمانهما ومحبتهما لله، لم يخافا من حمل المسيح للآخرين حتى التضحية بالحياة. وقد أصبح إيمانهما شهادة ويُكرّمان اليوم كشهيدين، ولا يزال مثلهما يُلهم العديد من الأشخاص في العالم.

أضاف البابا فرنسيس أنه إذا نمّينا يوميا، وعلى غرار الشهداء، عطية الروح القدس الذي يسكن قلوبنا، فإننا سنصبح بالطبع تلاميذ مرسلين كما يدعونا المسيح لنكون. وأشار إلى أن هذا الانفتاح على الآخرين يبدأ في العائلة، في بيوتنا، حيث نتعلّم المحبة والمغفرة وحيث في محبة أهلنا نتعلّم التعرّف على رحمة الله ومحبته، وهذا الانفتاح يُعبَّر عنه أيضا في الاعتناء بالمسنين والفقراء والأرامل والأيتام.

أضاف البابا فرنسيس أن شهادة الشهداء تُظهر لجميع الذين أصغوا لسيرتهم، آنذاك واليوم، أن ملذات العالم والسلطة الدنيوية لا تعطي فرحا وسلامًا دائمين، أما الأمانة لله والنزاهة واستقامة الحياة والاهتمام الصادق من أجل خير الآخرين فتقود كلها إلى ذاك السلام الذي لا يستطيع العالم أن يعطيه. وهذا لا يقلل من اهتمامنا بهذا العالم، بل بالعكس، يقدم هدفًا للحياة في هذا العالم، ويساعدنا في بلوغ المعوزين والتعاون مع بعضنا البعض من أجل الخير العام وبناء مجتمع أكثر عدلاً، يعزز الكرامة البشرية بدون استثناء أحد، ويدافع عن الحياة، التي هي عطية من الله، ويحمي الخليقة، بيتنا المشترك. وفي ختام عظته في المزار الكاثوليكي للشهداء الأوغنديين في ناموغونغو أشار قداسة البابا فرنسيس للإرث الذي نالوه من الشهداء الأوغنديين: حياة مطبوعة بقوة الروح القدس، حياة تشهد اليوم أيضا على القوة المحوِّلة لإنجيل يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.