2015-11-24 14:21:00

زيارة البابا فرنسيس إلى أوغندا – مقابلة مع أسقف أبرشيّة ليرا


أوغندا هي المرحلة الثانية من زيارة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى أفريقيا، فبعد اختتام زيارته إلى كينيا يتوجّه الأب الأقدس إلى أوغندا ليصل إلى إنتيبي عصر الجمعة المصادف في السابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري ليغادرها متوجهًا إلى جمهوريّة أفريقيا الوسطى مساء السبت المصادف في الثامن والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر. وعن انتظارات أوغندا من هذه الزيارة حدثنا المطران جوزيبيه فرانزيلّي أسقف أبرشيّة ليرا في أوغندا.

قال أسقف أبرشيّة ليرا إن الإنتظارات عديدة لأن الشعب الأوغندي بأسره متحمّس جدًا لزيارة الأب الأقدس هذه. كما وإن هذا الأمر يجعلنا نفتخر لأن أوغندا هي البلد الأفريقي الوحيد الذي قد شهد على زيارات ثلاثة باباوات: البابا بولس السادس عام 1969 والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1993 والآن البابا فرنسيس. الإنتظارات كثيرة وهناك العديد من الأشخاص الذين يريدون المجيء إلى كامبالا للقاء الأب الأقدس، وذلك لأن الناس قد فهموا أنه بطرس الذي، وبحسب الرسالة الموكلة إليه من يسوع، يأتي لزيارة إخوته وليثبّتهم في الإيمان. إن موضوع الزيارة قد أُخِذ من كتاب أعمال الرسل: "وتكونون لي شهودًا" وهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكرى الخمسين على إعلان قداسة الشهداء الأوغنديين الاثنين والعشرين. وبالتالي يدعونا الشهداء – وهم الشهود – لنتأمل نحن المسيحيّون حول نوعيّة إيماننا وقوته اليوم في أوغندا ولنرى إن كان بإمكاننا نحن أيضًا أن نثبت في إيماننا بدون خوف ومساومات. وهذا الأمر يشكل لنا تحدّيًا كبيرًا ولذلك نحن نتمنى ونصلّي لكي تحمل لنا زيارة الأب الأقدس هذه القوة والتجدّد اللذين تحتاجهما الكنيسة في أوغندا.

تابع المطران جوزيبيه فرانزيلّي يقول سيجد البابا فرنسيس بلدًا قد احتفل في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي بالذكرى الثالثة والخمسين لاستقلاله، لقد حدثت أمور كثيرة خلال هذه السنوات الثلاثة والخمسين والتي نشكر الرب عليها. لكن هذه السنوات أيضًا قد رأت مرارًا بلدًا أدمته الثورات الداخليّة والانقلابات التي قسّمت البلاد. وبالتالي فأوغندا هو بلد مجروح وهناك حاجة كبيرة لإعادة إعمار وليس فقط على الصعيد المادي وإنما حتى على مستوى الأخلاق والقيم المسيحية التي أبطلها العنف والرغبة في الانتقام. وبالتالي فنحن نأمل ونصلّي أن تشكل زيارة البابا فرنسيس دعوة للمصالحة والاحترام المتبادل ولواقع أننا جميعنا أبناء الآب عينه، وهذا الأمر أيضًا على صعيد مسكوني وليس فقط بيننا نحن الكاثوليك. فبالإضافة إلى الاثنين والعشرين شهيدًا الذين نكرمهم نحن الكاثوليك هناك أيضًا ثلاثة وعشرون شهيدًا أنغليكانيًّا قد قُتلوا مع شهدائنا لأنهم مسيحيين! وبالتالي فإن زيارة البابا فرنسيس ستشكل دعوة لنا لننظر أكثر إلى ما يجمعنا ولا إلى ما يقسمنا.

تابع أسقف أبرشيّة ليرا المطران جوزيبيه فرانزيلّي يقول إن كنيسة أوغندا هي ثمرة دم الشهداء والذي هو بذار المسيحيّة. يبلغ عدد الكاثوليك زُهاء أربعة عشر مليونًا من مجموع عدد السكان البالغ أربع وثلاثين نسمة وهناك العديد من المنظمات العلمانيّة والحركات المسيحية التي تشهد على حيويّة هذه الكنيسة، ويشكّل هذا الأمر جانبًا إيجابيًّا. أما التحديات التي نواجهها فهي أولاً في تعايش الإيمان المسيحي مع التقاليد الثقافية في البلاد والتي غالبًا ما تظهر عند الأزمات والمشاكل فيلجأ الأشخاص إلى السحرة والمشعوذين. من ثمَّ هناك الفساد الذي قد دخل وللأسف الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسيّة في البلاد على مستويات مُخيفة، وبالتالي نحن بحاجة لتوعية لاستعادة حياة إيمان أصيلة تظهر أيضًا من خلال الأعمال وليس بالصلاة وحسب، لذلك نحن نأمل ونصلّي لكي تحمل لنا زيارة البابا فرنسيس شعاع نور وتشجيع لننمِّي ما هو إيجابي ولكي تمنحنا الشجاعة لنَبتُر كل ما يعيق تقدُّمَنا في حياة مسيحية حقيقيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.