2015-11-19 14:48:00

خطاب الكاردينال بارولين إلى المشاركين في مؤتمر ينظمه في روما مجمع الإكليروس


ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مداخلة أمام المشاركين في مؤتمر يُنظمه في روما مجمع الإكليروس لمناسبة مرور نصف قرن على اختتام أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وتوجه نيافته بالشكر إلى مجمع الإكليروس على تنظيمه هذا الحدث الهام، خاصا بالذكر رئيس المجمع الكاردينال بنيمينو ستيلاّ، وقال إن المؤتمرين ينظرون اليوم إلى الإرث الذي تركه لهم آباء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني من أجل التعمق في مسألة التنشئة الكهنوتية في ضوء التاريخ الذي نعيشه في يومنا الحاضر. وأكد أن الإيمان المسيحي يستمد جذوره من المحبة الرحومة التي يقدمها لنا الله الآب من خلال ابنه يسوع المسيح، وهذا هو الخبر السار بالنسبة لنا أي أن الله بات قريبا منا، وجاء ليحررنا ويفتحنا على فرح اللقاء معه ومع الأخوة. بالتالي فإن إعلان الإنجيل هو ينبوع للحياة المتجددة أبدا.

ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أنه في كل مرة نسعى فيها إلى العودة إلى المصدر من أجل استعادة النضارة الأصلية للإنجيل تنفتح أمامنا طرقات جديدة، ونماذج خلاقة وأشكال أخرى من التعبير، وعلامات بليغة وكلمات مفعمة بالمعاني المتجددة بالنسبة لعالمنا المعاصر، كما جاء في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل". بعدها تحدث الكاردينال بارولين عن التبدلات والتحديات الكثيرة التي تواجه اليوم الكنيسة الكاثوليكية ورعاتَها مشيرا إلى أن المجتمع والثقافة المتطورين باستمرار يطلبان من الكنيسة أن تهتم بقراءة علامات الأزمنة، من خلال أشكال جديدة لحضورها في العالم وعن طريق اعتماد دروب جديدة للكرازة بالإنجيل. وأكد نيافته في هذا السياق أن التحديات المطروحة اليوم أمامنا تعني الكهنة بالدرجة الأولى وتحثهم على مزيد من الالتزام واستخدام كل طاقاتهم البشرية والرعوية من أجل تعزيز الدعوات وتجدد الهوية الكهنوتية.

هذا ثم ذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان المشاركين في المؤتمر بكلمات البابا فرنسيس الذي شدد ـ في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة لمجمع الإكليروس في الثالث من تشرين الأول أكتوبر 2014 ـ على أن تنشئة الكاهن لا تنتهي ولا تبلغ أبدا نقطة الوصول إذ إن الكاهن يُنشأ باستمرار لأنه يبقى على الدوام تلميذا ليسوع المسيح، هذه التنشئة ترافق الكاهن مدى الحياة وتعني النواحي الروحية والفكرية والبشرية والشخصية. وشدد الكاردينال بارولين في هذا السياق على ضرورة أن تحوّل التنشئة الشخص منذ بداية الطريق، وتحافظ عليه كتلميذ مدى الحياة. وعاد نيافته ليدعو الكهنة لأن يكونوا تلاميذ للمعلم ويعيشوا رسالة إعلان الكلمة ويقودوا شعب الله باندفاع.

وتمنى في الختام أن يؤدي المؤتمر ـ بفضل إسهام العديد من الباحثين والأخوة الأساقفة والكرادلة ـ إلى تطوير هذه الأبعاد الهامة وجعلها تتلاءم مع متطلبات زماننا الحاضر إذ نحتاج اليوم إلى كهنة واعين وكفوئين ومندفعين. وأمل الكاردينال بارولين بأن يتمكن المشاركون في اللقاء من الاغتناء بالطاقات البشرية واللاهوتية والروحية والرعوية، ليكونوا قادرين على تقديم شهادة حقيقية للمسيح في عالمنا المعاصر. 








All the contents on this site are copyrighted ©.