2015-11-14 13:05:00

انعقاد الجولة الثانية من محادثات فينا والأنظار مشدودة نحو باريس


بدأت صباح اليوم الجمعة في العاصمة النمساوية فينا الجولة الثانية من المفاوضات الدولية بشأن الأزمة السورية في محاولة جديدة لإيجاد تسوية سلمية للحرب الأهلية التي تتخبط فيها سورية منذ أربع سنوات ونصف. تضم القمة ممثلين عن عشرين بلدا غربيا وعربيا فضلا عن منظمات دولية مختلفة سيتباحثون في الأوضاع السورية مع تخصيص جزء هام من المحادثات للأوضاع الراهنة على الساحة الفرنسية غداة سلسلة الاعتداءات الإرهابية. اجتماع فينا هو الثاني من نوعه خلال أسبوعين وسيسعى خلاله المؤتمرون إلى النظر في سبل تطبيق وقف إطلاق النار قبل بداية مرحلة انتقالية سياسية تُخرج البلاد من الصراع الدامي الذي حصد أكثر من مائتين وخمسين ألف قتيل بحسب معطيات منظمة الأمم المتحدة، واللافت حضور القوتين الإقليميتين المتخاصمتين: إيران والمملكة العربية السعودية.

وقد عُقد صباح اليوم ـ قبيل بدء الأعمال ـ اجتماع ضم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغاي لافروف. وقد أدلى هذا الأخير بتصريح صحفي قال فيه إن أحداث باريس ستؤثّر على أجندة أعمال مؤتمر فينا مؤكدا أنه في ضوء ما حصل بالأمس في العاصمة الفرنسية لم يعد للقوى الدولية أي ذريعة تحول دون بذل مزيد من الجهود من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. من جانبها اعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني أن محادثات فينا تعطي معنى جديدا لجهود الجماعة الدولية الرامية إلى حل الأزمة السورية.

ننتقل إلى الشأن اللبناني حيث عبر مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع عقده مساء أمس في نيويورك عن دعمه للاستقرار في لبنان، غداة الاعتداءين الانتحاريين اللذين وقعا في حي برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الخميس مسفرين عن سقوط أربعة وأربعين قتيلا على الأقل، والذي اعتُبر الهجوم الأكثر دموية في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية. فقد أصدرت الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن بيانا تمت الموافقة عليه بالإجماع، يندد بالهجوم بأشد العبارات ويعرب من خلاله المجلس عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا وللحكومة اللبنانية التي أعلنت الحداد الوطني يوم أمس الجمعة. وشدد مجلس الأمن الدولي على عزمه في محاربة الإرهاب بكل أشكاله، وسطر ضرورة اعتقال المسؤولين عن الجريمة وإحالتهم أمام العدالة، بما في ذلك المخططون للاعتداء ومن يدعمونهم.

هذا وكان رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا قد بعث برسالة إلى رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام عبر فيها عن أسفه إزاء الاعتداءات التي استهدفت العاصمة اللبنانية، وشجب ما سماه بالعمل الجبان الذي يسلط الضوء على ضرورة الاتحاد في مكافحة آفة الإرهاب، كما عبّر الرئيس الإيطالي عن دعم بلاده الكامل لاستقرار لبنان. من جانبها أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن أن الهيئة الأوروبية تقف إلى جانب بلاد الأرز في مكافحة الإرهاب، وتدعم بالكامل الحكومة والأجهزة الأمنية في جهود إحلال الأمن والحفاظ على استقرار البلاد. وكتبت الدبلوماسية الأوروبية في بيان لها أن اعتداءات بيروت كانت من أكثر الهجمات دموية خلال السنوات الماضية، معربة عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع عائلات الضحايا ومع الجرحى والشعب اللبناني بأسره.  








All the contents on this site are copyrighted ©.