2015-11-08 12:42:00

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يقول: أن نحب الله من كل قلبنا يعني أن نثق به وبعنايته ونخدمه في أخوتنا الفقراء


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. توقف البابا في كلمته عند إنجيل هذا الأحد الذي يخبرنا كيف لا يجب أن يكون أتباع المسيح من جهة ويطلعنا من جهة ثانية على مثال الحياة المسيحية. وقد أشار الرب إلى نواح ثلاث تميز حياة الكتبة ومعلّمي الشريعة: الغرور والجشع والنفاق. وقال الرب إنهم يحبون أن يتلقوا التحيات في الساحات ويصدروا المجالس في المجامع والمقاعد الأولى في المآدب. ويلجئون إلى سلطتهم ليأكلوا بيوت الأرامل اللواتي كن من أكثر الأشخاص هشاشة في المجتمع شأن الأيتام والغرباء. ولفت البابا فرنسيس إلى أن خطر تبني مواقف من هذا النوع ما يزال قائما في يومنا هذا، عندما تُفصل الصلاة عن البر، عندما يقول المرء إنه يحب الله، لكن يقدّم غروره على الرب.

مضى البابا إلى الحديث عن الجزء الثاني من أنجيل اليوم الذي يحدثنا عن الخزانة حيث كان يلقي المصلون النقود. فكان هناك أغنياء كثيرون يتبرعون بالمال، وكانت هناك أرملة فقيرة ألقت فلسا واحدا. فأراد يسوع أن يلفت انتباه تلاميذه على هذا الأمر، على التناقض الواضح والجلي بين الغني والأرملة التي ألقت جميع ما تملك، كل رزقها. وقال البابا إن هذه المرأة حرمت نفسها من كل شيء لتعطيه لله، لقد شعرت بحبه تجاهها وأحبته بدورها بالكامل. ولفت فرنسيس إلى أن يسوع يقول لنا إن المسألة تتعلق بقلب الإنسان لا بمحفظته. وروى البابا قصة حصلت مع أسرة يعرفها قامت بتقديم عشائها لرجل فقير دق باب المنزل خلال تناول الأسرة طعام العشاء. وهكذا تعلم أفراد الأسرة معنى التخلي عما هو ضروري لصالح المعوزين. وقال البابا: أن نحب الله من كل قلبنا يعني أن نثق به، وبعنايته ونخدمه في أخوتنا الفقراء، دون أن ننتظر شيئا بالمقابل. علينا أن نعطي الفقراء ما عندنا بدون تردد أو تحفظ، ونضع وقتنا ومواهبنا بتصرفهم.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي تطرق البابا إلى الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية بشأن وثائق الكرسي الرسولي التي تم نشرها، ولفت إلى أن هذا العمل كان عبارة عن خطأ ارتُكب، وهي ممارسة مقيتة لا تساعد أحدا. وأكد أنه طلب شخصيا أن تتم هذه الدراسة مشيرا إلى أنه مطلع مع معاونيه على مضمون الوثائق، وقد اتُخذت إجراءات بدأت تعطي ثمارها. وأوضح أن ما حصل لا يشكل عائقا أمام عمل الإصلاح الذي يقوم به مع معاونيه وبفضل مساعدة الجميع، مذكرا بأن الكنيسة تتجدد من خلال الصلاة والقداسة اليومية لكل شخص معمّد. وسأل المؤمنين ألا يتركوا هذه الأنباء تربكهم حاثا إياهم على متابعة السير بثقة ورجاء.

وبعد أن تطرق البابا إلى الاحتفال بيوم الشكران في إيطاليا، تحدث عن زيارته المرتقبة إلى فلورنسا يوم الثلاثاء القادم لمناسبة المؤتمر الوطني الكنسي والذي سيشهد مشاركة أساقفة ومندوبين عن كل الأبرشيات الإيطالية. في الختام حيا البابا وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من روما وإيطاليا وأنحاء العالم كافة خاصا بالذكر رهبنة الواعظين الدومينيكان التي تُحيي هذه الأيام الذكرى المئوية الثامنة لتأسيسها، وتمنى للكل أحدا سعيدا!








All the contents on this site are copyrighted ©.