2015-11-06 13:50:00

البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر مراكز الدفاع عن الحياة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر مراكز الدفاع عن الحياة وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أشجّعكم على متابعة عملكم المهم في سبيل الحياة منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي آخذين بعين الاعتبار أيضًا الآلام التي ينبغي على العديد من الإخوة والأخوات أن يعانوها.

تابع الأب الأقدس يقول إن خدمتكم ليست مُجرد خدمة اجتماعيّة. إن الدفاع عن الحياة البشريّة المجروحة بالنسبة لتلاميذ المسيح تعني الذهاب للقاء الأشخاص المعوزين والمكوث بقربهم وأخذ ضعفهم وألمهم على عاتقنا لكي يتمكنوا من النهوض مجدّدًا. كم من العائلات الهشّة بسبب الفقر والمرض وغياب العمل والبيت! كم من المسنين يعانون ثقل الألم والوحدة! كم من الشباب يضيعون ويهددهم الإدمان وعبوديات أخرى وينتظرون استعادة الثقة بالحياة! هؤلاء الأشخاص المجروحين في الجسد والروح هم أيقونات لذلك الرجل الذي يخبرنا عنه الإنجيل والذي كان نازِلاً مِن أُورَشَليم إِلى أَريحا، فوقَعَ بِأَيدي اللُّصوص، فعَرَّوهُ وانهالوا عليه بالضَّرب. فاختبر عدم مبالاة البعض أولاً ومن ثم قُرب السامري الصالح.

أضاف الحبر الأعظم يقول على هذا الدرب، الذي يجتاز صحراء الحياة، نجد أيضًا في زمننا هذا العديد من المجروحين بسبب لصوص اليوم الذين يُعرّوهم ليس من ممتلكاتهم فقط وإنما من كرامتهم أيضًا. وإزاء ألم وحاجة إخوتنا الضعفاء هؤلاء، هناك البعض الذين يميلون طرفهم عنهم بينما يتوقف البعض الآخر ليجيب بالتزام سخي على صرختهم في طلب المساعدة. أنتم الملتزمون في حركات الدفاع عن الحياة، قد سعيتم خلال أربعين عامًا من النشاطات على التشبُّه بالسامري الصالح. وإزاء الأشكال العديدة التي تهدد الحياة البشرية، اقتربتم من هشاشة القريب والتزمتم لكي لا يبقى في المجتمع أشخاص يعيشون الإقصاء والتهميش.

تابع البابا فرنسيس يقول أشكركم على الخير الذي فعلتموه وتفعلونه بمحبة كبيرة وأُشجّعكم على الاستمرار بثقة في هذا الدرب وفي كونكم سامريين صالحين! لا تتعبوا من العمل في سبيل حماية الضعفاء الذين يحقُّ لهم أن يولدوا كما ويستحقون أيضًا حياة سليمة كريمة. هناك بشكل خاص حاجة للعمل على مختلف المستويات وبمثابرة في تعزيز العائلة والدفاع عنها لاسيما فيما يختص بعطيّة الأبناء والتأكيد على كرامة المرأة.

وختم الأب الأقدس كلمته للمشاركين في مؤتمر مراكز الدفاع عن الحياة بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء إنني لمتأكد أن نشاطكم وروحانيتكم سيبرزان بشكل مميز خلال السنة المقدسة للرحمة. ليكن هذا الأمر بالنسبة لكم حافزًا للتجديد الداخلي لتصبحوا "رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم" (لوقا 6، 36). أَكِلُ كُلَّ فرد منكم ومشاريعكم الخيّرة لمريم العذراء، وأُبارككم وأسألكم أن تصلّوا من أجلي.








All the contents on this site are copyrighted ©.