2015-11-06 13:54:00

البابا فرنسيس: ليمنحنا الرب نعمة المضي قدمًا والتخلّي عن راحتنا ورفاهيتنا


"على الأساقفة والكهنة أن ينتصروا على تجربة ازدواجيّة الحياة كما وإن الكنيسة مدعوة للخدمة لا لأن تبحث عن مصالحها الشخصيّة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وحذّر المؤمنين من الأشخاص الوصوليين المتعلّقين بالمال والذي يسببون أذى كبيرًا للكنيسة.

الخِدمَة واستخدام الآخرين، تمحورت عظة الأب الأقدس حول الصورتين التي تقدمهما لنا الليتورجية اليوم عن الخادم، أولاً في القراءة الأولى من رسالة القديس بولس إلى أهل روما والتي نجد فيها بولس الذي بذل كل شيء في سبيل الخدمة ليجد نفسه في النهاية قد تعرّض للخيانة واقتيد إلى روما ليُحاكم. وتساءل الأب الأقدس في هذا السياق عن مصدر عظمة رسول الأمم هذا وقال هذا المصدر هو يسوع المسيح الذي يفتخر بولس بخدمته وبأنه اختاره ومنحه قوة الروح القدس.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد كان بولس حقًّا الخادم الذي يخدم، وخدم وبنى أساسات أي من خلال إعلانه يسوع المسيح ولم يتوقف أبدًا عند منفعته أو عند السلطة التي كان يتمتّع بها أو حتى ليُخدَم. لقد كان خادمًا ليَخدُم ولا ليستخدم ويستعمل ويستفيد. لا يمكنني أن أخبركم عن مدى فرحي عندما أُحيي بعد الذبيحة الإلهيّة اليوميّة بعض الكهنة الذين يقولون لي "لقد جئت إلى روما لأزور أهلي لأنني أخدم كمرسل في الأمازون منذ أربعين عامًا" أو عندما أُحيي راهبة تقول "أنا أعمل في مستشفى في أفريقيا منذ ثلاثين عامًا" أو عندما أحيي راهبة تعمل منذ أربعين عامًا مع المعاقين والابتسامة لا تفارق وجهها... هذا ما يسمى بالخدمة وهذا هو فرح الكنيسة: المضي قدمًا على الدوام وبذل الذات، وهذا ما فعله القديس بولس: لقد خدم!

أضاف الأب الأقدس يقول أما الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا فيقدم لنا صورة خادم آخر والذي بدل من أن يخدُمَ الآخرين نراه يستخدمهم. وقد قرأنا ما فعله هذا الخادم بفطنته ليحافظ على منصبه. حتى في الكنيسة نجد هؤلاء الأشخاص الذين وبدل من أن يخدموا الآخرين ويفكروا بهم ويبنوا الأساسات على المسيح، نراهم يستخدمون الكنيسة: هؤلاء هم الوصوليّون المتعلّقون بالمال. وكم من الأساقفة والكهنة هم هكذا؟ من المحزن أن نقول هذا الأمر! إن جذريّة الإنجيل ودعوة يسوع المسيح هما للخدمة ولنكون في خدمة الآخرين حتى بذل الذات. لكن هناك من يستفيد من رفاهية المنصب الذي بلغه ويعيش الرفاهية التي يقدمها له هذا المنصب بدون صدق ونزاهة، تمامًا كالفريسيّين الذين يتحدث عنهم يسوع والذين يحبون الإقامة في الساحات ليراهم الناس.

صورتان، تابع البابا فرنسيس يقول، صورتان للشخص المسيحي وللكهنة والراهبات. ويسوع يُظهر لنا مثال القديس بولس ومثال تلك الكنيسة التي تسير قدمًا بلا توقُّف وتدلُّنا على الدرب الذي ينبغي علينا اتخاذه. لكن عندما تكون الكنيسة فاترة ومنغلقة على ذاتها وتبحث أحيانًا عن مصالحها فلا يمكننا القول إنها كنيسة تخدم الآخرين وإنما هي تستخدمهم. ليمنحنا الرب النعمة التي منحها لبولس، تلك التي تسمح لنا بالمضي قدمًا والسير متخليّن عن راحتنا ورفاهيتنا والتي تخلصنا من تجارب ازدواجيّة الحياة أي عندما أظُهر نفسي كخادم للآخرين ولكنني في الواقع أستخدم الآخرين لمصالحي.              








All the contents on this site are copyrighted ©.