الكاردينال بو يتحدث لآسيا نيوز عن العملية السياسية في ميانمار عشية الانتخابات

أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز مقابلة مع رئيس أساقفة يانغون الكاردينال تشارلز مونغ بو الذي هو أول كاردينال في تاريخ ميانمار. أكد نيافته أن الديمقراطية في البلد الآسيوي هي عبارة عن مسيرة حج مقدس التي لا تخلو من الاضطرابات والشكوك والتردد. وجاءت هذه التصريحات قبل أيام قليلة على الانتخابات السياسية التي ستجري في ميانمار في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وتوجه الكاردينال بو إلى وسائل الإعلام والشعب كي يسهروا على نزاهة الانتخابات وحسن سيرها. واعتبر أن الناس يريدون العيش بسلام ويطالبون بتحقيق العدالة والازدهار بعد ستين سنة من الظلام.

وأكد نيافته أن ممارسة التمييز بحق الأشخاص استنادا إلى معتقداتهم الدينية ليست من شيم الديانة البوذية، ودعا الناخبين المسيحيين للنظر إلى المرشحين الذين يقترحون على ميانمار الطريق المستقيمة التي تستند إلى العدالة والرأفة من أجل حمل النور إلى البلاد ضحية الظلم والفقر والحقد. وأوضح نيافته أن ميانمار كانت بلدا توتاليتاريا، واليوم تحتوي على ثلاثة وتسعين حزبا سياسيا ستخوض الانتخابات المقبلة، ولفت إلى أن قلب الكائن البشري يتطلع بطبيعته إلى الحرية، معربا عن أمله بأن تتم الاستجابة لرغبة الشعب من خلال عملية الاقتراع.

تابع رئيس أساقفة يانغون حديثه لآسيا نيوز مؤكدا أن ميانمار بلد غني، وقد انفتح على العالم الخارجي خلال السنوات الماضية، وهذا ما أدى إلى عمليات "سطو" تعرضت لها ثروات البلاد الطبيعية، إذ تقدر بعض المراجع قيمة الحجارة الكريمة التي سُرقت من ميانمار بواحد وثلاثين مليار دولار أمريكي. وكل هذه الثروات قادرة على حمل منافع كبيرة للسكان المحليين إذا ما تم وضع حد لظاهرة السرقة.

هذا ثم لفت الكاردينال بو إلى أن المسيحيين هم مواطنون لميانمار قبل كونهم مسيحيين، وهم يتقاسمون تاريخ البلاد مع أتباع باقي الديانات. وأوضح أن الأقليات العرقية في ميانمار اختارت لنفسها الإيمان المسيحي، ومن هذا المنطلق لا بد أن يمارس جميع المسيحيين حقهم المشروع في المشاركة في الانتخابات السياسية المقبلة، وقال لهؤلاء: انتخبوا المرشحين الذين يقولون الحقيقة والذين يبددون الظلمات ثمرة الظلم والفقر والضغينة، كي يتمخض عن الانتخابات بلد جديد يرتكز إلى العدالة والسلام والازدهار.