2015-10-30 12:15:00

الكاردينال ساندري يزور المغرب ويشارك في منتدى بعنوان "الحوار بين الأديان، أساس للتسامح والتلاقي"


قام رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري بزيارة إلى المغرب حيث شارك في منتدى عُقد تحت عنوان "الحوار بين الأديان، أساس للتسامح والتلاقي". وألقى نيافته مداخلة سلط في مستهلها الضوء على الإعلان المجمعي "في عصرنا" الذي احتفلت الكنيسة الكاثوليكية للتو في الذكرى السنوية الخمسين لصدوره، ولفت الكاردينال ساندري إلى التساؤلات الوجودية المدونة في قلب الإنسان والتي تسعى مختلف الديانات إلى تقديم أجوبة عليها، وهي أجوبة تتخطى حدود الزمان والمكان مؤكدا أن لكل هذه التساؤلات مصدرا واحدا ألا وهو الله.

وشدد المسؤول الفاتيكاني في المداخلة على أهمية الحوار ما بين الأديان والذي بات اليوم ضروريا أكثر من أي وقت مضى، وذلك نظرا للتفاعل القائم بين الشعوب والثقافات والأديان في عالمنا المعولم. وقال نيافته إن الكنيسة الكاثوليكية تصب اهتمامها على كل ما هو حقيقي وجميل وخيّر في باقي الديانات، وهذه الطريقة وحدها كفيلة بالسير نحو الاحترام والتقدير المتبادل الذي يتحول إلى تفاعل مثمر بين مختلف الديانات في حياتنا الملموسة والواقعية. وفي هذا السياق سلط الكاردينال ساندري الضوء على أوضاع الكنائس الشرقية التي يعيش مؤمنوها بسلام إلى جانب أخوتهم، أتباع الديانتين اليهودية والمسلمة. وأوضح أن التوترات موجودة لكن الحوار قائم في القرى والمدن لأن أتباع الديانات يعيشون جنبا إلى جنب.

بعدها لفت رئيس مجمع الكنائس الشرقية إلى هدف آخر من أهداف الحوار ما بين الأديان ألا وهو التعمّق في معرفة ديننا من خلال التعرّف على دين الآخرين، والالتقاء بأشخاص ينتمون إلى ديانات مختلفة بروح من الانفتاح والتأمل. وأكد أن هذا الأمر كان الدافع الأساسي وراء حدس البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي شاء أن يُعقد في أسيزي في العام 1986 أول لقاء بين الديانات من أجل الصلاة على نية السلام. كما شدد نيافته على أن تعزيز الحوار ما بين الأديان هو شأن الجميع، وهو أيضا التزام بأن نصبح بناة للجسور والعلاقات، وهذا ما تطرق إليه أيضا البابا فرنسيس خلال زيارته لفيلاديلفيا الشهر الماضي عندما حثّ أتباع مختلف الديانات على توحيد صوتهم من أجل ابتهال عطية السلام والتسامح واحترام كرامة وحقوق الآخرين.

في ختام مداخلته أشاد الكاردينال ساندري بمزايا البلد المضيف للمؤتمر، أي المغرب، وذكّر بالزيارة التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني إلى البلد العربي في العام 1985 حيث التقى الشباب بالدار البيضاء وقال إن المغرب بلد مضياف، وإن الشبان مستعدون ليصيروا مواطني عالم الغد. ثم ذكّر بالرهبان الترابيست السبعة الذي اختُطفوا في الجزائر في العام 1996 قبل أن يُقتلوا على يد خاطفيهم في خضم الحرب الأهلية الجزائرية. وقد كتب أحد هؤلاء الرهبان في وصيته أن السلام هبة من الله للبشر لكن على هؤلاء أن يعرفوا كيف يحافظوا عليها. 








All the contents on this site are copyrighted ©.