2015-10-24 12:29:00

البطريك الماروني يجتمع إلى رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الإيطاليين


التقى وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جنتيلوني، يوم أمس الجمعة، بطريرك الكنيسة المارونية الكاردينال بشارة بطرس الراعي. وجاء في مذكرة صدرت للمناسبة عن وزارة الخارجية الإيطالية أن اللقاء بين الرجلين يندرج في إطار العلاقات المميّزة بين إيطاليا ولبنان بشكل عام ومع الجماعة المسيحية في البلد العربي بصورة خاصة. وتطرقت النقاشات إلى الأزمة السياسية المؤسساتية المعقدة التي يعيشها لبنان حاليا والتي تحول منذ سنة ونيف دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي انتهت ولايته العام الماضي.

الوزير جنتيلوني عبّر عن المخاوف الإيطالية إزاء التبعات السلبية لهذه الأزمة المؤسساتية على التوازنات السياسية والطائفية في لبنان، كما أثنى على مبادرات الوساطة التي اضطلع بها البطريرك الراعي من أجل تحقيق التقارب بين القادة السياسيين الموارنة. كما سلط الضوء رئيس الدبلوماسية الإيطالية على التزام بلاده بالكامل بالإسهام في تحقيق الاستقرار في بلاد الأرز، وقال بهذا الصدد إن تواجد الجنود الإيطاليين على الأراضي اللبنانية، في إطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب (اليونيفيل) يشهد على الالتزام المتواصل والملموس لإيطاليا في مجال دعم السلام.

هذا ولم تخل محادثات وزير الخارجية الإيطالي مع المسؤول الكنسي اللبناني من الإشارة إلى الأزمة السورية وتأثيرها على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان الذي يستضيف حاليا حوالي مليون وخمسمائة ألف نازح سوري، وأكد جنتيلوني في هذا الإطار أن حكومة روما ملتزمة في إيجاد حل للأزمة السورية. كما لفت بيان الخارجية الإيطالية إلى أن المباحثات الثنائية بين الوزير جنتيلوني والبطريرك بشارة الراعي تناولت أيضا أوضاع المسيحيين في الشرق والتهديدات المحدقة بالأقليات العرقية والدينية في المنطقة ككل. وشدد الوزير الإيطالي في هذا الإطار على التزام إيطاليا التقليدي لصالح تعزيز التعايش والاحترام المتبادل بين مختلف الديانات والمعتقدات.

هذا وكان البطريرك الماروني قد التقى أيضا رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتاريلا في القصر الجمهوري بروما وتوجه الضيف اللبناني بالشكر لإيطاليا "على ما تقدمه للبنان خصوصا عبر مشاركتها في القوات الدولية في الجنوب"، حسبما أوردت صحيفة "النهار" البيروتية، مضيفة أن الراعي عرض للرئيس الإيطالي "الأوضاع الراهنة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وتداعيات النزوح السوري الذي يثقل كاهل لبنان معتبرا أن ما يجري في منطقة الشرق الأوسط يهدد السلام العالمي".

وأوضحت الصحيفة اللبنانية أن الرجلين اتفقا على أن "الفراغ في سدة الرئاسة الأولى في لبنان بالغ الخطورة لأنه يعثر سير كل المؤسسات ويضع لبنان في مزيد من الفوضى الداخلية، في الوقت الذي عليه أن يواجه الأخطار الخارجية المحيطة به. كما كان تشديد على وجوب التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب والبحث عن الحلول السياسية والسلمية لأزمات المنطقة لتجنيبها المزيد من الضحايا والعنف والدمار، إلى جانب العمل على تعزيز الديمقراطية في الأنظمة العربية لتكون الضامنة لعيش جميع الأديان بالمساواة والحرية على قاعدة المواطنة".








All the contents on this site are copyrighted ©.