2015-10-09 10:29:00

مداخلة رئيس الأساقفة تومازي أمام المشاركين في أعمال الدورة الـ66 للجنة التنفيذية للمفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة السادسة والستين للجنة التنفيذية للمفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين. وأشار إلى أن المعطيات المتوفرة لدينا اليوم تتحدث عن وجود أكثر من ستين مليون شخص حول العالم أجبروا على ترك ديارهم، وهذا يعكس وجود أزمة خطيرة ومما لا شك فيه أن الأزمة السورية تتصدر كل الأزمات الأخرى من حيث مأساويتها. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن معاهدة اللاجئين للعام 1951 تؤكد أن هؤلاء اللاجئين هم مسؤولية مشتركة للجماعة الدولية برمتها لافتا إلى أن الموقع الجغرافي للدول المضيفة لا يحدد مسؤوليتها إزاء اللاجئين.

وأوضح رئيس الأساقفة تومازي أن العديد من اللاجئين السوريين وغيرهم من الباحثين عن اللجوء يحاولون الوصول إلى أوروبا وغالبا ما يقومون برحلات برية وبحرية محفوفة بالمخاطر، إذ تشير الإحصاءات إلى أن ثلاثة آلاف من طالبي اللجوء قضوا غرقا في البحر منذ بداية العام الجاري. وأكد أن هؤلاء الضحايا هم أشخاص هربوا من الفقر المدقع والانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان، كما أن المجتمعات المضيفة ترزح تحت وطأة هذا العبء الكبير فيما لا تزال برامج المساعدة تفتقر إلى التمويلات اللازمة.

ولفت الدبلوماسي الفاتيكاني أيضا إلى أن الأعداد الهائلة للمهاجرين واللاجئين تشكل تحديا كبيرا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة أن يتمحور العمل السياسي حول أولوية ألا وهي إنقاذ أرواح هؤلاء الأشخاص. وأشار إلى أن التاريخ المعاصر شهد حالات مماثلة من النزوح الجماعي ففي العام 1956، على سبيل المثال، عبر مائتان وعشرون ألف نازح مجري الحدود باتجاه النمسا خلال ثلاثة أسابيع، كما أن حرب فيتنام ولّدت أكثر من مليون لاجئ، ناهيك عما خلفته حرب البلقان من لاجئين ونازحين في تسعينيات القرن الماضي.

ولم تخل مداخلة المطران تومازي من التذكير بما جاء في خطاب البابا فرنسيس أمام الكونغرس الأمريكي في إطار زيارته للولايات المتحدة في شهر أيلول سبتمبر الفائت عندما تحدث عن أزمة اللاجئين التي يشهدها عالمنا المعاصر وقال إنها الأكبر من نوعها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما شدد البابا على أهمية التعامل مع المهاجرين كأشخاص لا كأرقام.

في الختام وجه مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي كلمة شكر إلى المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين والمفوض الأعلى أنطونيو غيتيريس على الجهود التي يبذلها من أجل توفير الدعم والمساعدة لملايين الأشخاص حول العالم الذين اقتُلعوا من أراضيهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.