2015-10-09 13:10:00

البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة السهر ونعمة التمييز!


"التفسير والشرح الخاطئ لمن يصنع الخير، الاغتياب بسبب الحسد والغيرة، ونصب الفخاخ لجعل الآخرين يسقطون هذا كله لا يأتي من الله وإنما من الشيطان" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان ودعا المؤمنين للتحلي بالتمييز وللسهر.

استهل البابا فرنسيس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا وقال نرى في إنجيل اليوم يسوع يطرد شيطانًا، هو يصنع الخير ويقيم بين الناس الذين يسمعونه ويعترفون بسلطانه ولكن هناك من يتّهمه: هناك مجموعة من الأشخاص الذين لا يحبّونه ويفسرون كلمات يسوع ومواقفه ويشرحونها بشكل مختلف ضده. البعض منهم بسبب الحسد والغيرة، والبعض الآخر بسبب القساوة والتمسك بالشريعة، والبعض الآخر بسبب خوفهم من الرومان وبالتالي كانوا يريدون إبعاد سلطة يسوع عن الشعب حتى وإن اضطروا للاغتياب كما نرى في إنجيل اليوم: "إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين"، "إنه ساحر" وكانوا يجربونه على الدوام وينصبون له الفخاخ محاولين الإيقاع به.

تابع الحبر الأعظم عظته داعيًا الجميع للتحلي بالتمييز وللسهر، تمييز الأوضاع: ما يأتي من الله وما يأتي من الشرير الذي يحاول خداعنا على الدوام ويدفعنا لاختيار الدرب الخطأ. فالمسيحي لا يمكنه أن يطمئن بأن كل شيء يسير على ما يرام بل ينبغي عليه أن يميّز الأمور وينظر جيدًا من أين تأتي وما هو مصدرها. ومن ثمّ هناك السهر، لأنه وفي مسيرة الإيمان تعود التجارب على الدوام والروح الشرير لا يتعب أبدًا. إن طُرد يذهب وينتظر ليعود وعندما يعود تصبح حالتنا أسوء من حالتنا الأولى. في الواقع نحن نعرف أن الروح الشرير يعذب المرء، لكنه عندما يخرج ويعود يَستَصحِبُ سَبعَةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه، ويسيطرون على حياته ويملون عليه تصرفاته ويقنعوه بمبدأ النسبيّة ليهدأ ضميره: هذا هو تخدير الضمير وهو شرّ كبير. وعندما يتمكن الروح الشرير من تخدير ضميرنا يمكننا القول عندها إنه انتصر علينا انتصارًا ساحقًا لأنه يصبح عندها سيد ضميرنا. قد تقولون لي "لكن هذا ما يحدث في كل مكان، وجميعنا لدينا مشاكل وجميعنا خطأة" الجميع! ربما ولكن أنا لا ينبغي علي أن أعيش هكذا لأن هذا هو روح العالم ابن هذا الروح الشرير.

وختم البابا فرنسيس عظته مذكرًا بكلمتين السهر والتمييز: السهر. تنصحنا الكنيسة على الدوام بأن نقوم بفحص ضمير: ماذا حصل في قلبي اليوم؟ هل زارني هذا الروح الشرير مع أصدقائه؟ التمييز: من أين تأتي هذه التعليقات والكلمات والتعاليم، من يقول هذا؟ ينبغي علينا أن نتحلى بالتمييز والسهر لكي لا نسمح لذاك الذي يضللنا ويغرينا بأن يدخل قلوبنا. لنطلب من الرب نعمة السهر ونعمة التمييز.   








All the contents on this site are copyrighted ©.