البابا فرنسيس يلتقي المشردين

زار قداسة البابا فرنسيس يوم الخميس الرابع والعشرين من أيلول سبتمبر، وفي إطار زيارته الرسولية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، المركز الخيري التابع لرعية القديس باتريك في واشنطن، حيث التقى المشردين ووجه لهم كلمة ضمّنها تحية حارة وأشار إلى أنه يتذكّر في هذا المكان القديس يوسف الذي ـ وكما قال الأب الأقدس ـ يكنّ له محبة كبيرة، وأضاف أنه كانت هناك أوضاع صعبة في حياة القديس يوسف ويقول لنا الكتاب المقدس: بينما هما (في بيت لحم) حان وقت ولادتها، فولدت ابنها البكر، فقمّطته وأضجعته في مذود لأنه لم يكن لهما موضع في المضافة" (لوقا2، 6 ـ 7)، وأضاف البابا أتخيّل يوسفَ مع مريم وقد حان وقت ولادتها، بدون مسكن.  وتابع البابا فرنسيس: لنتخيل أسئلة يوسف في تلك اللحظة. أسئلة موجودة اليوم أيضا وترافق جميع الذين لا بيت عندهم. وأشار الأب الأقدس إلى أن يوسف كان قبل كل شيء رجل إيمان. وقد أتاح الإيمان ليوسف بأن يجد النور في تلك اللحظة التي كانت تبدو مظلمة بالكامل؛ لقد ساعده الإيمان في مصاعب حياته. ومن خلال الإيمان تمكّن يوسف من المضي قدما. وأمام أوضاع غير عادلة، مؤلمة، يقدّم لنا الإيمان ذاك النور الذي يبدد الظلمة. وتابع البابا فرنسيس كلمته: ليس هناك أي نوع من التبرير الاجتماعي، الأخلاقي ومن أي نوع آخر لقبول عدم توفّر المسكن. هي أوضاع غير عادلة ولكن نعلم أن الله لا يتركنا، وذكّر بعدها الأب الأقدس بكلمات يسوع في إنجيل القديس متى (25، 35) "لأني جعتُ فأطعمتموني وعطِشتُ فسقيتموني وكنتُ غريبًا فآويتموني".

أشار البابا فرنسيس في كلمته إلى أن الله يطرق بابنا دائما، باب الجميع ليدعونا إلى المحبة والرأفة وأضاف الأب الأقدس أننا نجد في الصلاة إحدى الطرق الأكثر فعالية لتقديم المساعدة، فالصلاة توحّدنا، وتجعلنا أخوة، تفتح قلبنا وتذكّرنا بحقيقة جميلة ننساها أحيانا. ففي الصلاة، نتعلّم جميعًا أن نقول: أبانا، وفي الصلاة نلتقي أيضا كإخوة. وفي الصلاة، لا يوجد أغنياء وفقراء، هناك أبناء وأخوة. وفي الصلاة لا يوجد أشخاص من فئة أولى أو ثانية، هناك الأخوّة. وفي الصلاة، يدعونا الله دائما إلى المحبة. وتابع البابا فرنسيس كلمته في المركز الخيري التابع لرعية القديس باتريك في واشنطن قائلا: أود أن أدعوكم للصلاة معا. الصلاة من أجل بعضنا البعض والصلاة مع بعضنا البعض، وذكّر بما جاء في سفر العدد: "يبارِكُكَ الربُ ويحفَظُكَ، ويضيءُ الربُ بوجههِ عليكَ ويَرحمُكَ ويرفعُ الربُ وجهَهُ نحوكَ ويمنَحُكَ السلام".