2015-09-12 13:15:00

مداخلة رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال توركسون في معرض ميلانو الدولي


ألقى رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال توركسون مداخلة في معرض ميلانو الدولي تمحورت حول كيفية توفير الطعام لسكان الأرض. استهل نيافته كلمته متوجها بالشكر لجميع المنظمات التي ساهمت في تنظيم هذا المعرض، لافتا إلى الدور الذي اضطلعت به مؤسسات خيرية كاثوليكية، بينها هيئة كاريتاس الدولية والمكتب المعني برعوية المهاجرين في رئاسة أبرشية ميلانو. هذا ثم قال الكاردينال توركسون إن معرض ميلانو الدولي جاء بمثابة أوتوبيا خصوصا لكونه يسمح لزائريه بالاطلاع على الإبداع داخل الأجنحة التي تمثل مختلف دول العالم ويفسح المجال أمام رؤية الذكاء البشري ولمس تكاثر الأفكار وإبداعها. كما أن المعرض عكس من جهة ثانية انعدام المساواة بين مختلف شعوب الأرض لأن أعضاء الأسرة البشرية غير قادرين على التمتع بخيرات الأرض، كما أن هناك شريحة من المجتمع تحصل على كمية محدودة جدا من الموارد المشتركة.

هذا ثم لفت نيافته إلى مداخلة ألقاها مؤخرا مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك برنارديتو أوزا حول أجندة التنمية لما بعد العام 2015، لافتا إلى أن الجهود التي بُذلت خلال العقدين الماضيين سمحت بإخراج ستمائة وستين مليون شخص من حالة الفقر المدقع، بيد أن المعطيات التي نشرها البنك الدولي سلطت الضوء على الجهود الواجب بذلها في المستقبل ـ أي ما بعد العام 2015 ـ مشيرة إلى وجود مليار ومائتي مليون شخص لا يتمتعون بالطاقة الكهربائية وثمانمائة وسبعين مليونا يعانون من سوء التغذية وسبعمائة وثمانين مليونا ما يزالون محرومين من مياه الشرب الآمنة والسليمة.

وذكّر الكاردينال توركسون الحاضرين بالتحذير الذي أطلقه البابا فرنسيس في الأول من أيار مايو الفائت لمناسبة افتتاح معرض ميلانو الدولي متحدثا عن "مفارقة الوفرة" ومشددا في الآن معا على ضرورة التصدي لثقافة الإقصاء والتهميش وتعزيز نموذج للتنمية المنصفة والمستدامة. ودعا البابا آنذاك لأن يتحول هذا المعرض الدولي إلى مناسبة لتبديل الذهنية. ولفت المسؤول الفاتيكاني أيضا إلى ما قاله البابا فرنسيس في السابع من آب أغسطس الماضي عندما تحدث عن مآسي اللاجئين منددا بالحروب التي تحصد الضحايا الأبرياء. هذا ثم لفت نيافته إلى الوثيقة التي صدرت عن المجلس البابوي للعدالة والسلام بعنوان "الأرض والغذاء" والتي قدمها في معرض ميلانو في الثامن والعشرين من أيار مايو الماضي. وقد شاءت الدائرة الفاتيكانية أن تسلط الضوء على بعض المشاكل المرتبطة بالزراعة مع الإشارة بنوع خاص إلى المزارعين الصغار الذين تترتب عليهم تأثيرات سلبية بدافع الأسعار.

هذا ثم أكد الكاردينال توركسون أن الحل الوحيد يكمن في الخروج من نموذج التنمية الراهن وهو أسير التفاعل بين التكنوقراطية وذهنية الربح الفوري. كما أن هذا الأمر يحتاج إلى حوار صريح وشفاف يشمل الجميع ويكون أساسا لعمليات صنع القرار. كما لا بد من الحيلولة دون أن تطغى بعض المصالح على ديناميكية النمو، لجعله يسير في اتجاه آخر يبعد عن الأهداف المرجوة. في الختام أشار الكاردينال توركسون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها في نيويورك بعد أسبوعين والتي سيصوَت خلالها على أجندة التنمية للفترة الممتدة بين عامي 2015 و2030 بصيغتها النهائية، مذكرا بأن العمل من أجل تحقيق نمو واقعي يتطلب الالتزام سياسيا في ممارسة الضغوط على صانعي القرارات كي يعملوا من أجل تحقيق الخير العام. واعتبر أنه عندما يصبح الخبز متوفرا لدى الجميع ليُشبع سكان الأرض كافة تصبح الأوتوبيا حقيقة ويمتلئ بيتنا المشترك بالفرح. 








All the contents on this site are copyrighted ©.