2015-09-12 13:45:00

البابا فرنسيس يستقبل مدراء وموظفي بنك الاعتماد التعاوني في روما


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر السبت مدراء وموظفي بنك الاعتماد التعاوني في روما مع عائلاتهم في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها إن سبب هذا اللقاء هو أن الكنيسة تعرف جيّدًا قيمة التعاونيات، إذ إنه وفي أصول العديد منها هناك كهنة ومؤمنون علمانيّون ملتزمون وجماعات يحرّكها روح التضامن المسيحي.

تابع الأب الأقدس يقول أريد أن أستعيد معكم بعض التشجيعات التي وجّهتها لإتحاد التعاونيات الإيطاليّة وبالتالي سأذكر بها باختصار استمروا في كونكم المحرّك الذي يرفع وينمّي الجزء الأشد ضعفًا في جماعاتنا المحليّة والمجتمع المدني. فكّروا بشكل خاص بالشباب العاطلين عن العمل واعملوا من أجل ولادة منظمات تعاونية جديدة. كونوا روادًا نشيطين في تحقيق حلول جديدة في إطار الخدمات الاجتماعية، خصوصًا في مجال الصحة. اهتموا بالاقتصاد وعلاقته بالعدالة الاجتماعية محافظين على محوريّة كرامة الشخص البشري وقيمته. ادعموا وشجّعوا حياة العائلات وقدّموا حلولاً تعاونيّة وتبادليّة من أجل إدارة الخير العام الذي لا يمكنه أن يصبح ملكًا لأقليّة أو عرضة للمضاربات الوهميّة. عززوا استعمالاً تضامنيًّا واجتماعيًّا للمال في أسلوب تعاونيّة حقيقيّة حيث لا يسيطر رأس المال على البشر. وكنتيجة لهذا كله نمّوا اقتصادًا للنزاهة. فما يُطلب منكم لا أن تكونوا نزيهين فقط – وهذا أمر طبيعي – وإنما أن تنشروا النزاهة وتزرعوها في كل مكان. وختامًا شاركوا في العولمة بشكل فعّال لكي تكون عولمة للتضامن.

أضاف البابا فرنسيس يقول إن كل تعاونيّة مدعوّة لتطبيق هذه الخطوط على مهمتها الخاصة. أنتم تعاونيّة اعتماد وأنتم أكبر بنك للاعتماد التعاوني في إيطاليا. يمكن لتعاونية أن تصبح مؤسسة كبيرة، لكن هذا ليس التحدّي الأهم. لأنَّ التحدّي الأهم هو أن تنموا فيما وتستمروا في كونكم تعاونية حقيقية، وهذا الأمر يعني أن تعززوا مشاركة الشركاء الفعالة. إن الإدارة السليمة والمُتعقلة هي بالطبع ما يهم الجميع على الدوام. النشاط المصرفي  هو مهنة حساسة وتتطلّب دقَّة وإتقان، لكن على البنك التعاوني أن يُقدم المزيد: أن يسعى إلى أنسنة الاقتصاد ويوحّد الفعاليّة مع التضامن.

تابع الأب الأقدس يقول هناك كلمة أخرى مهمّة في العقيدة الاجتماعيّة: كلمة "تكافُل". وكبنك للاعتماد التعاوني قد وضعتم التكافل قيد التنفيذ عندما واجهتم صعوبات الأزمة بوسائلكم الخاصة من خلال توحيد القوى وليس على حساب الآخرين. هذا هو التكافل: عدم التثقيل على المؤسسات وبالتالي على البلاد عندما يمكن مواجهة المشاكل بواسطة القوى الشخصيّة وبمسؤوليّة. لذلك من الأهميّة بمكان أن تسيروا قدمًا في مسيرة إدماج بنوك الاعتماد التعاوني في إيطاليا. ليس فقط لأنه في الإتحاد قوة وإنما لأن هناك أيضًا حاجة للتفكير على مستوى أكبر ولتوسيع الآفاق. لقد أعلموني بالموارد المهمّة التي تخصصونها لأعمال الخير والمساعدة. وهذا أمر نموذجي للتعاونيات الصالحة. أشجّعكم أيضًا على الاهتمام بكيفية إنتاج المداخيل وبالاهتمام الواجب حيال الأشخاص والشباب والعائلات. 

أضاف البابا فرنسيس يقول في أصول المصارف الريفية كان يُتمنى أن تتمكن تعاونيات الاعتماد من الحث على مبادرات تعاونية أخرى. يمكن لبنك الاعتماد التعاوني أن يكون النواة التي تُبنى حولها شبكة كبيرة من أجل إنشاء مؤسسات تعطي وظائف لتعضد العائلات ولاختبار القروض الصغيرة وأساليب أخرى لأنسنة الاقتصاد. أشجّعكم لتشاركوا بشكل فعال وسخيّ في حياة الحركة التعاونية بأسرها. أنتم بنك الاعتماد التعاوني في روما، لكنني أعرف أن شعاع عملكم يطال لاتزيو وأبروتزو أيضًا، وبالتالي يمكنكم أن تمارسوا في كل هذه المنطقة رسالة الاعتماد التعاوني بأمانة وإبداع. وأتمنى أن تقوموا بها بالصدق والفرح الناتج عن العمل من أجل الخير العام. ليبارككم الرب ولترافقكم العذراء، ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.








All the contents on this site are copyrighted ©.