2015-09-10 14:52:00

البابا فرنسيس: اصفحوا بعضكم عن بعض كما صفح عنكم الرب


سلام ومصالحة حول هذين الموضوعين تمحورت عظة الأب الأقدس في القداس الذي ترأسه صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأدان البابا فيها الذين يصنعون الأسلحة للحروب ونبّه المؤمنين من الصراعات الداخلية التي قد تحصل في الجماعات المسيحيّة، وحث الكهنة ليكونوا رحماء على مثال الرب.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل كولوسي لينطلق للحديث عن السلام والمصالحة وقال إن يسوع هو أمير السلام الذي يولّد السلام في قلوبنا، ولكن هل نشكره على نعمة السلام هذه التي يعطينا إياها؟ لقد منحنا السلام ولكننا لم نقبله. وبالتالي لا نزال اليوم نرى يوميًّا في نشرات الأخبار والصحف حروبًا ودمارًا وحقدًا وعداوة. هناك رجال ونساء يعملون كثيرًا في صناعة الأسلحة، أسلحة ستتلطّخ بدم العديد من الأبرياء. هناك حروب! هناك الحروب وشرّ تحضير الحروب وصناعة الأسلحة! السلام يخلّص، لأن السلام يجعلك تعيش وتنمو لكنّ الحرب تدمّرك وتحطّمك. لكن الحرب ليست هذا فقط! إنها أيضًا في جماعاتنا المسيحية وفيما بيننا. والليتورجية تعطينا  اليوم هذه النصيحة: "اصفحوا بعضكم عن بعض كما صفح عنكم الرب".

تابع البابا فرنسيس يقول إن لم تكن تعرف كيف تسامح فلست مسيحي! فإذا أردت أن تكون رجلاً صالحًا أو أن تكوني امرأة صالحة... ينبغي عليكما أن تتصرفا إذًا على مثال الرب. وبالتالي إن لم تصفح وتسامح فلن تتمكن من الحصول على سلام الرب ومغفرته. لذلك، وعندما نصلّي يوميًّا الأبانا نقول: "اغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر..." إنه شرط!: "اصفحوا بعضكم عن بعض كما صفح عنكم الرب". وأضاف الأب الأقدس يقول هناك حاجة للصبر. كم من النساء الأبطال في شعبنا، يتحمّلن الكثير من الظلم من أجل خير العائلة والأبناء؛ وكم من الرجال الأبطال في شعبنا المسيحي يتحمّلون عبء العمل الظالم ويتقاضون أجرًا غير عادل ليعيلوا زوجاتهم وأبناءهم. هؤلاء هم الأبرار. لكن هناك أيضًا أولئك الذين يزرعون الحرب بألسنتهم، لأن اللسان يدمّر ويسبب الحروب، وبالتالي هناك كلمة أخرى يقولها لنا يسوع في الإنجيل: "الرحمة"، لذلك من الأهميّة بمكان أن نفهم الآخرين وألا نحكم عليهم.

وختم الأب الأقدس عظته بالقول إن الرب، الآب هو رحيم جدًّا ويغفر لنا على الدوام ويريد أن يتصالح معنا على الدوام. وإن لم تكن رحومًا قد تُخاطر بألا يكون الرب رحيمًا معك لأننا سنُحاسب بحسب الكَيل الذي نَكيلُ به. فإن كنت كاهنًا ولست رحيمًا أطلب من أسقفك بأن يُسلّمك عملاً إداريًّا ولا تذهب إلى كرسي الاعتراف من فضلك! لأن الكاهن إن لم يكن رحيمًا فسيُسبِّب الكثير من الأذى في كرسي الاعتراف. وبالتالي وكما يعلّمنا القديس بولس ينبغي علينا أن نلبس "عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر"، هذا هو الأسلوب المسيحي، والأسلوب الذي من خلاله حقق يسوع السلام والمصالحة. ليعطنا الرب جميعًا نعمة احتمال بعضنا البعض والصفح عن بعضنا البعض ونكون رحماء كما أن الرب رحوم معنا!         

            








All the contents on this site are copyrighted ©.