2015-09-09 12:32:00

البابا فرنسيس: الكنيسة هي عائلة روحية والعائلة هي كنيسة صغيرة


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول أريد اليوم أن أتوقف عند الرابط بين العائلة والجماعة المسيحيّة. إنه رباط "طبيعي" لأن الكنيسة هي عائلة روحية والعائلة هي كنيسة صغيرة (راجع نور الأمم، 9).

تابع البابا فرنسيس يقول إن الجماعة المسيحية هي بيت الذين يؤمنون بيسوع كمصدر الأخوّة بين البشر. فالكنيسة تسير وسط الشعوب وفي تاريخ الرجال والنساء، الآباء والأمهات، الأبناء والبنات: هذا هو التاريخ الذي يهمُّ الرب. إن الأحداث الدنيويّة العظيمة تُكتب في كتب التاريخ ولكنها تبقى هناك، أما تاريخ العواطف البشريّة فيكتب مباشرة في قلب الله، وهو التاريخ الذي يبقى للأبد. وهذا هو مكان الحياة والإيمان. والعائلة هي المكان الذي يدخلنا في هذا التاريخ. إن ابن الله قد تعلّم التاريخ البشري عبر هذه الدرب وسار فيها إلى العمق. ما أجمل أن نتأمّل مجدّدًا بيسوع وعلامات هذا الرباط. لقد ولد في عائلة وهناك "تعلّم العالم" وعاش هذه الخبرة لمدّة ثلاثين سنة. وعندما ترك الناصرة وبدأ حياته العلنيّة، كوّن يسوع حوله جماعة أشخاص وهذا هو معنى كلمة "كنيسة".

أضاف الأب الأقدس يقول في الأناجيل تأخذ جماعة يسوع شكل عائلة مضيافة فنجد فيها بطرس ويوحنا وإنما أيضًا الجائع والعطشان، الغريب والمُضطهد، الخاطئة والعشار، الفريسيين والجموع. ويسوع لا يكفُّ عن استقبال الجميع والتحدث معهم، حتى مع من لم يعُد يتوقّع أن يلتقي الله في حياته. إنه درس قوي للكنيسة! والتلاميذ قد تم اختيارهم للاهتمام بهذه الجماعة، بعائلة ضيوف الله هذه. ولكي يبقى حيًّا واقع جماعة يسوع هذه من الأهميّة بمكان إعادة إحياء العهد بين العائلة والجماعة المسيحية. يمكننا القول إن العائلة والرعية هما المكانان اللذان تتحقق فيهما شركة الحب تلك التي تجد مصدرها في الله عينه. وكنيسة بحسب الإنجيل لا يمكنها إلا أن تكون بيتًا مضيافًا أبوابه مفتوحة على الدوام!

تابع الأب الأقدس يقول إن تعزيز الرابط بين العائلة والجماعة المسيحية هو اليوم ضروري وطارئ. بالطبع نحن بحاجة لإيمان سخيّ لنجد مُجدّدًا الحكمة والشجاعة لتجديد هذا العهد. إن العائلات أحيانًا تتراجع قائلة بأنها ليست على المستوى: "لكن يا أبت، نحن عائلة فقيرة وبائسة، ولسنا قادرين على هذا الأمر، لدينا العديد من المشاكل في البيت، وليس لدينا القوة الكافية" هذا الأمر صحيح، تابع البابا يقول، لكن لا أحد يستحق، ولا أحد على المستوى ولا أحد يملك القوة الكافية، لأننا بدون نعمة الرب لا يمكننا أن نفعل شيئًا. والرب لا يدخل عائلة جديدة بدون أن يقوم ببعض العجائب. لنتذكر ما فعله في عرس قانا الجليل! نعم، إن استسلمنا بين يدي الرب فسيجعلنا نقوم بالعجائب!

بالطبع، تابع البابا يقول، ينبغي على الجماعة المسيحية أن تقوم بدورها أيضًا. على سبيل المثال أن تسعى لتخطّي المواقف الإدارية لتعزّز الحوار بين الأشخاص والمعرفة والاحترام المتبادلين. فالعائلات تأخذ المبادرة وتشعر بمسؤوليّة حمل عطاياها الثمينة للجماعة. ينبغي علينا جميعًا أن ندرك بأن الإيمان المسيحي يعاش في حياة متشاركة مع الجميع. وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول في قانا كانت حاضرة أم يسوع "أم المشورة الصالحة"، لنصغ نحن أيضًا لكلماتها: " مهما قال لكم فافعلوه". أيتها العائلات العزيزة ويا أيتها الجماعات الراعوية العزيزة لنسمح لهذه الأم بأن تُلهمنا، ولنفعل ما يقوله يسوع فنجد أنفسنا أمام الآية، آية كل يوم!








All the contents on this site are copyrighted ©.