رسالة البابا إلى المشاركين في المؤتمر اللاهوتي الدولي في بوينوس أيريس

بعث البابا فرنسيس برسالة فيديو إلى المشاركين في المؤتمر اللاهوتي الدولي المنعقد في العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس والذي اختتم أعماله يوم أمس الخميس وتزامن مع الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس كلية اللاهوت في الجامعة الكاثوليكية الأرجنتينية والذكرى السنوية الخمسين لانعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. أكد البابا في رسالته أن العقيدة والعمل الرعوي مرتبطان ببعضهما البعض شأن ارتباط الصلاة بالحياة، وسلط الضوء على ضرورة أن نتذكر منشأنا وأصلنا كي نتمكن من مواجهة التحديات اليومية بطريقة ديناميكية وفي إطار الفرح بمحبة المسيح.

قال البابا إن اللاهوتي هو قبل كل شيء ابن شعبه يلتقي بالأشخاص ويستمع إلى رواياتهم ويعرف التقليد أيضا. إنه الرجل الذي يتعلم كيف يثمّن ما ناله كعلامة لحضور الله وهو أيضا مؤمن اختبر شخص يسوع المسيح ويعرف أنه بدونه لا يمكننا أن نعيش. ولفت البابا إلى أن اللاهوتي هو أيضا نبي لأنه يعكس التقليد الذي ناله من الكنيسة ويحافظ على معرفة الماضي ويوجه دعوة لعيش المستقبل بأمل ورجاء. هذا ثم شدد على أهمية استعادة ذكرى عبور الله في حياة الكنيسة من أجل التغلّب على الانقسامات والتجارب.

وإذ أشار إلى الذكرى المئوية لتأسيس كلية اللاهوت والذكرى السنوية الخمسين للمجمع الفاتيكاني الثاني سلط البابا فرنسيس الضوء على الرباط القائم بين التقليد والحاضر، وبين الدراسة والشهادة في الإطار الجامعي والشامل الذي يعني الزمن كله ليكون حقيقيا وأصيلا. وأكد أنه لا يمكن لكنيسة أن تعيش منعزلة، بذريعة أنها المفسرة الوحيدة للحقيقة والترجمة الفعلية لعمل الروح القدس. كما أن الكنيسة الجامعة لا يسعها أن تتجاهل الواقع المحلي أو أن تنبذه. وتابع البابا رسالة الفيديو مؤكدا أن اللاهوتي مدعو إلى التمييز والتفكير بمعنى أن نكون مسيحيين في عالمنا اليوم، لأن المسيحي في الأرجنتين ليس اليوم كما كان عليه لمائة سنة خلت، وليس شبيها بالمسيحي في الهند أو كندا أو روما.

هذا ثم تطرق البابا إلى أبرز التحديات التي تواجهها الأرجنتين اليوم ومن بينها التعددية الثقافية والنسبية والعولمة وهي ظواهر تؤدي غالبا إلى الانتقاص من كرامة الشخص جاعلة منها سلعة ما. وأكد أن الإنجيل ما يزال موجودا اليوم ليروي عطش الشعب. في الختام حث البابا فرنسيس المشاركين في المؤتمر اللاهوتي الدولي المنعقد في بوينوس أيريس على إيلاء اهتمام خاص بتطلعات الأشخاص ومخاوفهم وأحلامهم، وقال إن هذه الأمور لا يمكن تجاهلها.