2015-08-28 11:00:00

مقابلة مع الكاردينال أوناياكان لمناسبة مرور 500 يوم على اختطاف "فتيات شيبوك"


لمناسبة مرور خمسمائة يوم على اختطاف أكثر من مائتي طالبة على يد تنظيم بوكو حرام الإسلامي المتطرف في ولاية بورنو بشمال نيجيريا، نظمت مسيرة في البلد الأفريقي من أجل إبقاء ذكرى الفتيات حية في ذهن الجميع، وكي لا ينسى الرأي العام المحلي والعالمي المأساة التي يعيشها النيجيريون الذين يفتقرون إلى الأمن والاستقرار والسلام. في هذا السياق أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع رئيس أساقفة أبوجا بنيجيريا الكاردينال جون أولورونفيمي أوناياكان الذي أكد أنه لم يُعرف حتى اليوم أي شيء عن مصير "فتيات شيبوك" وهي التسمية التي أطلقت على الطالبات المختطفات، لافتا إلى تنامي المخاوف حيال احتمال أن تكون نسبة كبيرة منهن قد ماتت فيما تتجه الفتيات الباقيات نحو الانتحار.

وتعليقا على مسيرة التضامن مع المختطفات قال نيافته إن هذه المبادرة تعني جميع المواطنين النيجيريين، مشيرا إلى خطر أن ينسى الرأي العام ما حصل مع "فتيات شيبوك" والدليل على ذلك أن النيجيريين قد نسوا حوادث أخرى مماثلة حصلت في الماضي القريب، باتت وللأسف جزءا من الحياة الروتينية. هذا وتحدث الكاردينال أوناياكان عن ورود معلومات عدة وسماع أخبار وإشاعات تتعلق بمصير الفتيات النيجيريات بيد أنه لا توجد حتى اليوم أي أخبار مؤكدة على الإطلاق، مع أن ثمة فتيات تمكنّ من الهرب من قبضة بوكو حرام وبينهن من أكدن أنهن رأين فتيات شيبوك. وأشار إلى وجود معلومات تفيد بأن بعض الطالبات المختطفات التحقن بالتنظيم الإرهابي، فيما رفضت أخريات الارتداد إلى الإسلام، وهذا ما يثير المخاوف حيال إمكانية تعرضهن للقتل.

وفي رد على سؤال بشأن الأوضاع الراهنة اليوم على الساحة في نيجيريا أكد رئيس أساقفة أبوجا أن الأوضاع بدأت تتحسن خصوصا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن الجيش النظامي تمكن من استعادة السيطرة على بعض المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ بوكو حرام. كما يُقال في بعض الأوساط إن الميليشيا الإسلامية بدأت تتفكك وهذا ما يشير إلى أن التنظيم يقترب من نهايته، إذا ما صحت تلك المعلومات. وقد وعد رئيس البلاد المواطنين النيجيريين بأنه سيضع حدا لتلك الظاهرة خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر، مع أن المهمة الأكبر لا تتمثل في القضاء على بوكو حرام بل بالعمل على إرساء أسس السلام في تلك المناطق.  

هذا وقال نيافته إنه يُخطئ من يعتقد أن جميع المسلمين يقفون إلى جانب تنظيم بوكو حرام الإرهابي، وبالتالي يدخلون في مواجهة مع المسيحيين، والدليل أن شريحة المجتمع التي تعاني أكثر من غيرها نتيجة الوضع الراهن هي الشريحة المسلمة في نيجيريا، لاسيما في المناطق التي تنشط فيها تلك الميليشيا. وفي ختام حديثه لإذاعتنا قال الكاردينال أوناياكان في رد على سؤال بشأن كيفية الخروج من هذا الوضع الصعب: لقد باشرنا بالسير نحو الهدف المنشود، بمعنى أن الجماعة المسلمة في نيجيريا بدأت تُدرك أن تنظيم بوكو حرام ينتمي إلى "البيت الإسلامي" بالتالي فإن المسلمين مدعوون بالدرجة الأولى إلى إيجاد الطريقة الملائمة لعدم توفير الدعم لهؤلاء الأشخاص، الذين هم إرهابيون ومتطرفون. عددهم ليس كبيرا لكنهم خطرون!








All the contents on this site are copyrighted ©.