2015-08-15 13:02:00

البابا فرنسيس: مريم علامة رجاء للمؤمنين وتعزية لهم في مسيرتهم على الأرض


احتفالا بعيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع حشد من المؤمنين تجمّعوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلها بالقول تحتفل الكنيسة اليوم بأحد أهم الأعياد المكرّسة للطوباويّة مريم العذراء: عيد انتقالها إلى السماء. في ختام حياتها الأرضيّة، انتقلت أمّ المسيح بالنفس والجسد إلى السماء أي إلى مجد الحياة الأبديّة وملء الشركة مع الله.

تابع البابا فرنسيس يقول يقدّم لنا إنجيل اليوم مريم التي وبعد أن حبلت بيسوع من الروح القدس ذهبت لزيارة نسيبتها المسنّة أليصابات التي كانت وبشكل عجائبي تنتظر ابنًا هي أيضًا. في هذا اللقاء الممتلئ بالروح القدس، عبّرت مريم عن فرحها بنشيد "تُعظّم نفسي الرب" لأنّها تيقّنت للعظائم التي كانت تتحقّق في حياتها: من خلالها تحققت انتظارات شعبها بأسرها. لكن الإنجيل يُظهر لنا أيضًا السبب الحقيقي لعظمة مريم ولاستحقاقها الطوبى وهذا السبب هو الإيمان. فأليصابات، في الواقع، قد سلّمت عليها بهذه الكلمات: "َطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ" (لوقا 1، 45). فالإيمان هو في جوهر تاريخ مريم بأسره؛ فهي المؤمنة العظمى؛ وهي تعرف – وقد قالته – أن ما يطبع التاريخ هو عنف المقتدرين وزهو الأغنياء وغرور المتكبّرين. لكن ومع ذلك فمريم تؤمن وتعلن أن الله لا يترك أبناءه المتواضعين والفقراء بل ينقذهم بحنان رحمته فيحط الأقوياء عن العروش ويشتت المتكبّرين بأفكار قلوبهم. هذا هو إيمان أمِّنا، هذا هو إيمان مريم!

أضاف الحبر الأعظم يقول إن نشيد مريم يسمح لنا أيضًا بأن نفهم معنى حياة مريم بالكامل: فإذا كانت رحمة الرب هي محرّك التاريخ، فبالتالي لم يكن بإمكانها "أن تختبر فساد القبور تلك البتول التي ولدت رب الحياة". وهذا الأمر لا يتعلّق بمريم فقط، لأن "العظائم" التي صنعها بها القدير تلمسنا في العمق وتحدّثنا عن مسيرتنا في الحياة وتذكّرنا بالهدف الذي ينتظرنا: بيت الآب. فحياتنا، في ضوء مريم المُنتقلة إلى السماء، ليست طوافًا بدون معنى، بلا هي حجٌّ يقود، بالرغم من الشكوك والآلام، إلى هدف أمين: بيت أبينا الذي ينتظرنا بمحبّة. من الجميل أن نفكّر أن هناك أبًا ينتظرنا بمحبّة وبأن أمنا مريم هي أيضًا في السماء وتنتظرنا بمحبّة.

تابع البابا فرنسيس يقول وإذ تتابع الحياة مسيرتها، يجعل الله علامة "رجاء للمؤمنين وتعزية لهم في مسيرتهم على مسالك الأرض"، وتلك العلامة لها وجه واسم: وجه أم الرب المنير والاسم المبارك لمريم، الممتلئة نعمة، الطوباويّة لأنها آمنت بكلمة الرب. كأعضاء في الكنيسة، نحن مدعوون لمشاركة مجد أمنا، لأننا، وبفضل الله، نؤمن أيضًا بتضحية المسيح على الصليب ودخلنا بواسطة المعموديّة في سرّ الخلاص هذا. وختم الأب الأقدس بالقول: واليوم نرفع الصلاة لها معًا لكي، وإذ تنحرف مسيرتنا على هذه الأرض، تنعطف بنظرها الرحوم نحونا وتضيء لنا الطريق وتدلّنا إلى الهدف وترينا بعد هذا المنفى يسوع ثمرة بطنها المباركة. فلندعها الآن معًا: يا شفوقة يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة.

وفي ختام صلاة التبشير الملائكي حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال يتوجّه فكري، في هذه اللحظات، إلى سكان مدينة تيانجين في شمال الصين حيث أدّت بعض الإنفجارات في المنطقة الصناعيّة إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص وإحداث أضرار كبيرة. أؤكّد صلاتي للذين قُتلوا ولجميع الأشخاص المُمتحنين بسبب هذه الكارثة، ليمنحهم الرب العزاء وليعضد الذين يلتزمون بتخفيف آلامهم.   








All the contents on this site are copyrighted ©.