2015-08-09 14:12:00

كلمة البابا فرنسيس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة تمحورت حول إنجيل هذا الأحد بحسب القديس يوحنا قال فيها نتابع في هذا الأحد قراءة الفصل السادس من إنجيل يوحنا، الذي يشرح فيه يسوع – بعد أن أجرى معجزة تكثير الخبز – معنى تلك "العلامة" (يوحنا 6، 41- 51).

تابع البابا يقول فكما فعل سابقًا مع السامريّة منطلقًا من خبرة العطش وعلامة الماء، ينطلق يسوع هنا من خبرة الجوع وعلامة الخبز ليظهر ذاته ويدعونا لنؤمن به. فالناس كانوا يبحثون عنه ويصغون إليه لأنهم دُهشوا من تلك الآية، ولكن عندما أكّد يسوع أنه الخبز الحقيقي الذي يعطيه الآب، تشكّك الكثيرون وبدؤوا يتذمّرون فيما بينهم: "نَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه فكَيفَ يَقولُ الآن: إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟" (يوحنا 6، 42)، فيجيب يسوع: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إِّلا إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني" ويضيف: "مَن آمَنَ فلَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة".

أضاف الأب الأقدس يقول إن كلمة الرب هذه تدهشنا وتجعلنا نفكّر: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إِّلا إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني، ومَن يؤمن بي فله الحَياةُ الأَبَدِيَّة". هذه الكلمات تجعلنا نفكّر وتدخلنا في ديناميكيّة الإيمان الذي هو علاقة: العلاقة بين الشخص البشري وشخص يسوع، يلعب فيها الآب دورًا جوهريًّا والروح القدس أيضًا. لا يكفي فقط أن نلتقي بيسوع لنؤمن به، ولا يكفي أن نقرأ الكتاب المقدّس والإنجيل، كما ولا يكفي أن نشهد آية... لقد كان هناك العديد من الأشخاص القريبين من يسوع ولكنّهم لم يؤمنوا به، لا بل احتقروه وحكموا عليه. هذا لأن قلوبهم كانت منغلقة على عمل روح الله. لكن الإيمان هو كالبذار المزروعة في عمق القلب، تفرخ عندما نسمح للآب بأن يجتذبنا إلى يسوع، فنذهب إليه بقلب مفتوح  وبدون أحكام مسبّقة؛ فنتعرّف عندها في وجهه على وجه الله وفي كلماته على كلمة الله، لأن الروح القدس قد أدخلنا في علاقة الحب والحياة التي تقوم بين يسوع والله الآب.

بموقف الإيمان هذا، تابع الحبر الأعظم يقول، يمكننا أن نفهم أيضًا معنى "خبز الحياة" الذي يعطينا إياه يسوع والذي يقول عنه: "أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم" (يوحنا 6، 51). ففي يسوع وفي جسده – أي في بشريّته الملموسة – يحضر حب الله كله والذي هو الروح القدس، والذي يسمح لهذا الحب أن يجتذبه يذهب نحو يسوع بإيمان وينال منه الحياة والحياة الأبديّة.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول إن مريم، عذراء الناصرة، هي التي عاشت هذه الخبرة بشكل مثالي: هي أول شخص بشري آمن بالله بقبولها لجسد يسوع. لنتعلّم منها، هي أمنا، الفرح والامتنان على عطيّة الإيمان التي ليست " ملكيّة خاصة" وإنما عطيّة لنتشاركها "ليحيا العالم!".

وبعد صلاة التبشير الملائكي حيا الأب الأقدس المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال منذ سبعين سنة وفي السادس والتاسع من شهر آب أغسطس عام 1945، أُسقطت قنبلتان ذريّتان على هيروشيما ونغاساكي. وعلى الرغم من مرور وقت طويل، لا يزال هذا الحدث المأساوي يسبب الذعر والنفور، فقد أصبح علامة لقدرة الإنسان المدمّرة والتي لا تعرف حدودًا عندما يسيء استعمال تطوّر العلوم والتقنيات، ويشكّل تحذيرًا دائمًا للبشريّة لكي تنبذ الحرب على الدوام وتحظّر الأسلحة النوويّة وجميع أسلحة الدمار الشامل. تدعونا هذه المناسبة الحزينة بشكل خاص للصلاة والالتزام من أجل السلام ولننشر في العالم خلقيّة الأخوّة وجوًّا من التعايش السلمي بين الشعوب. وليرتفع صوت واحد من جميع أنحاء الأرض: لا للحرب ولا للعنف، نعم للحوار والسلام!

وأضاف البابا فرنسيس يقول أتابع باهتمام الأخبار التي تصل من السلفادور، حيث تفاقمت في الأزمنة الأخيرة مصاعب السكان بسبب الجوع والأزمة الاقتصاديّة والنزاعات الاجتماعيّة الحادة والعنف المتزايد. أشجّع شعب السلفادور العزيز على المثابرة متّحدًا بالرجاء، وأحثُّ الجميع على الصلاة لكي تزهر مجدّدًا في أرض الطوباوي أوسكار روميرو العدالة والسلام.                    








All the contents on this site are copyrighted ©.