2015-07-29 13:14:00

مقابلة مع أمين سر المجلس البابوي "قلب واحد" بشأن الأوضاع في سورية والعراق


ما يزال البابا فرنسيس يقدم التوجيهات للمجلس البابوي قلب واحد "كور أونوم" فيما يتعلق بالأولويات القائمة اليوم على صعيد الاعتناء بالأشخاص الفقراء والمعوزين والمتروكين. وإزاء الأزمة السورية ـ العراقية الآخذة بالتفاقم يستعد المجلس الحبري المذكور لتنظيم حدثين بالغي الأهمية: الأول هو عبارة عن لقاء يُعقد في الذكرى السنوية العاشرة لصدور الرسالة العامة للبابا بندكتس السادس عشر "الله محبة" يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر شباط فبراير 2016. أما الحدث الثاني فهو لقاء سيُعقد في السابع عشر من أيلول سبتمبر المقبل بهدف تنسيق الأعمال الخيرية التي يستفيد منها ضحايا الصراع المسلح الدائر في سورية والعراق.

للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع أمين سر المجلس البابوي "قلب واحد" المطران دال توزو الذي أكد أن الدائرة الفاتيكانية منشغلة في التحضير للقاء السابع عشر من سبتمبر المقبل لافتا إلى أنه اللقاء الثالث من نوعه الذي يُعقد في العاصمة الإيطالية بهدف تنسيق النشاطات التي تقوم بها مختلف الهيئات والجمعيات الخيرية الكاثوليكية في البلدين العربيين وأشار إلى أنها الأزمة الإنسانية الأخطر من نوعها خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية لذا إنها تشهد مشاركة هذا العدد الكبير من المؤسسات الإعانية الكاثوليكية.

هذا ثم أوضح سيادته أنه تسنت له فرصة التوجه إلى سورية في نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي حيث عقد اجتماعا مع أساقفة سورية وأطراف أخرى، لافتا إلى صعوبة مهمة تنسيق كل النشاطات الخيرية نظرا لكثرة المنظمات الناشطة على الأرض ولخطورة الأوضاع الأمنية. وذكر بأن التزام الكنيسة الكاثوليكية في مجال المساعدات الإنسانية ليس موجها للمسيحيين وحسب إنما لكل المواطنين.

وشدد المطران دال توزو في كلمته على أن البابا فرنسيس أطلق نداءات عدة من أجل السلام في العراق وسورية، مطالبا الأطراف المعنية بإيجاد سبل تحقيق المصالحة والسلم الأهلي، حاثا الجميع على وضع حد للحرب الأهلية التي تتخبط فيها سورية منذ أكثر من أربع سنوات والتي أسفرت عن سقوط أكثر من مائتين وعشرين ألف قتيل، ذلك ناهيك عن الضرر الكبير الذي ألحقه النزاع المسلح بالمسيحيين في سورية والعراق الذين طُردوا من أراضيهم فأصبحت بعض المناطق العراقية خالية تماما من المسيحيين وذلك للمرة الأولى في التاريخ. وقال سيادته إن الكنيسة الكاثوليكية تريد في هذه الأوقات العصيبة أن تقدم علامة لحضورها إلى جانب الضحايا، وبالتالي إنها تسعى إلى تسهيل عمليات المساعدة الإنسانية، وتقدم الدعم الرعوي للمؤمنين المسيحيين كما تحاول أن توفّر لهم ـ قدر المستطاع ـ مكانا لائقا يقيمون فيه.

وفي سياق حديثه عن اللقاء الكبير المزمع عقده في روما لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لصدور الرسالة العامة "الله محبة" للبابا بندكتس السادس عشر، لفت أمين سر المجلس البابوي قلب واحد إلى إن هذه الوثيقة الهامة جاءت بمثابة نقطة ارتكاز لنشاط المجلس المذكور وللأعمال الخيرية بصورة عامة، وتقدم توجيهات لاهوتية على هذا الصعيد، وتؤكد أن هذا العمل الخيري هو جوهري بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية. وأوضح سيادته أن البابا راتزنغر قدم إطارا لاهوتيا يقوم بعيشه البابا فرنسيس يوميا، ألا وهو الخدمة الواجب تقديمها للبشرية، كما أكد أن اللقاء سيشهد مشاركة ممثلين عن مختلف المجالس الأسقفية حول العالم فضلا عن مسؤولين في مختلف المنظمات والمؤسسات الخيرية الكاثوليكية.








All the contents on this site are copyrighted ©.