2015-07-08 18:25:00

لقاء البابا فرنسيس مع الكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين في الإكوادور


في إطار زيارته الرسولية للإكوادور توجه البابا فرنسيس عند الساعة العاشرة والنصف من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي إلى مزار "إيل كينشيه" المريمي حيث كان له لقاء مع الكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين. وبعد أن استمع إلى شهادتين قدمهما كاهن وراهبة إكوادوريان، تلا البابا صلاة مريمية قصيرة قبل أن يسلّم الحاضرين خطابا مكتوبا جاء فيه:

يدعونا الرب في الإنجيل لنقبل الرسالة بدون شروط. إنها رسالة مهمّة لا ينبغي أن ننساها وفي هذا المزار المكرس لتقدمة العذراء إلى الهيكل يتردد صداها بشكل مميّز. فمريم هي مثال التلميذة لنا وعلى مثالها قد نلنا دعوة. وجوابها الواثق: "ليكن لي بحسب قولك" (لوقا 1، 38)، يذكّرنا بكلماتها في عرس قانا: "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنا 2، 5). ومثالها هو دعوة للخدمة على مثالها.

تابع الأب الأقدس يقول يمكننا أن نجد في تقدمة العذراء إلى الهيكل بعض الاقتراحات لدعوة كلٍّ منا. لقد كانت الطفلة العذراء عطيّة من الله لوالديها وللشعب بأسره الذي كان ينتظر التحرر. فالله يجيب على صرخة شعبه مرسلاً له طفلاً ضعيفًا ليحمل الخلاص وليُجدِّد، في الوقت عينه، رجاء والدَين مُسنَّين. تقول لنا كلمة الله أن القضاة والأنبياء والملوك كانوا يشكلون في تاريخ إسرائيل عطيّة من الرب ليحمل لشعبه حنانه ورحمته. إنهم علامة مجانيّة الله: فهو الذي انتقاهم واختارهم وأرسلهم. وهذا الأمر يجعلنا نفهم أن دعوتنا تطلب منا أن نتخلّى عن كبريائنا وعن كل ربح ماديّ أو تعويض عاطفيّ، كما يقول لنا الإنجيل. فنحن لسنا أُجراء بل خدّام ولم نأت لنُخدم بل لنَخدُم وبتجرّد كامل بدون عصا وبدون مزود.

أضاف الحبر الأعظم يقول أما النقطة الثانية التي تذكّرني بها تقدمة العذراء إلى الهيكل فهي المثابرة. في أيقونة هذا العيد المريمي، نرى العذراء الطفلة تبتعد عن والديها وتصعد درج الهيكل. فهي لا تنظر إلى الخلف بل تسير قدمًا بخطى واثقة. ونحن أيضًا، كالتلاميذ في الإنجيل، نبدأ بالمسيرة لنحمل إلى كل شعب وكل مكان بشرى يسوع السارة. إن المثابرة في الرسالة لا تعني أن نذهب من منزل إلى آخر بحثًا عمن يعاملنا بشكل أفضل أو حيث يمكننا أن نجد راحة أكبر، وإنما تتطلّب منا أن نوحّد مصيرنا بمصير يسوع حتى النهاية. نحن مدعوون للمثابرة حتى وإن رُفضنا وإن حلّ الظلام وازدادت المخاطر. مدعوون للمثابرة عالمين بأننا لسنا وحدنا، وباننا شعب الله الذي يسير. وبالتالي يمكننا أن نرى في صورة العذراء الطفلة التي تصعد إلى الهيكل الكنيسة التي ترافق التلميذ الرسول. ومعها نجد والدَيها اللذين نقلا إليها ذاكرة الإيمان واللذين يُقدِّمانها الآن بسخاء إلى الرب لكي تتمكّن من مواصلة مسيرتها، ومن ثمَّ هناك الكهنة أيضًا الذين ينتظرونها ليقبلوها ويذكروننا أن الرعاة في الكنيسة لديهم مسؤوليّة استقبال ومساعدة وتمييز كل روح ودعوة. لنسر معًا، يعضد واحدنا الآخر ولنطلب بتواضع عطيّة المثابرة في خدمة الرب.

تابع البابا فرنسيس يقول تقول لنا صورة تقدمة العذراء إلى الهيكل أيضًا إنه وبعد أن باركها الكهنة، جلست العذراء الطفلة على درجات المذبح ومن ثمَّ وقفت ورقصت. أفكّر بالفرح الذي يظهر في صور مأدبة العرس وأصدقاء العريس والعروس المزيّنة بالمجوهرات. إنه فرح من وجد كنزًا وترك كل شيء ليحصل عليه. إن لقاء الرب والعيش في بيته والمشاركة في حميميّته يلزمنا بإعلان الملكوت وحمل الخلاص للجميع. وعبور عتبة الهيكل يتطلب منا أن نتحوّل على مثال مريم إلى هياكل للرب وننطلق في المسيرة لنحمله للإخوة. فالعذراء، كأول تلميذة مرسلة، وبعد بشارة الملاك لها أنطلقت مسرعة نحو قرية في اليهودية لتتقاسم فرحها العظيم الذي جعل يوحنا المعمدان يرتكض في حشا أمِّه.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول إن الذي يسمع صوت الرب "يرتكض من الفرح" ويصبح بدوره مبشّرًا بفرحه. إن فرح البشارة يُحرّك الكنيسة ويجعلها تخرج وتنطلق على مثال مريم. والكنيسة التي تخرج هي كنيسة تقترب وتتأقلم مع الواقع لكي لا تبقى بعيدة وتخرج من رفاهيتها الخاصة وتتحلى بالشجاعة لتبلغ جميع الضواحي التي تحتاج لنور الإنجيل (راجع فرح الإنجيل، عدد 20).  








All the contents on this site are copyrighted ©.