2015-07-05 10:27:00

البابا فرنسيس يبدأ زيارته إلى أمريكا اللاتينية


بدأت هذا الأحد الخامس من تموز يوليو زيارة البابا فرنسيس إلى أمريكا اللاتينية، وهي الزيارة الرسولية التاسعة في حبريّته وتتمحور حول فرح إعلان الإنجيل. إنطلقت الطائرة صباح اليوم من مطار فيوميشينو في روما في تمام الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي، ليصل الأب الأقدس إلى مطار كيتو، عاصمة الإكوادور عند الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلّي (العاشرة مساء بتوقيت روما)، لتبدأ هكذا المرحلة الأولى من هذه الزيارة الرسولية الجديدة التي تُختَتم في الثالث عشر من تموز يوليو الجاري. زيارة ستحمل الأب الأقدس بعدها إلى بوليفيا والباراغواي. وحول هذه الزيارة أجرى مركز التلفزة الفاتيكانيّة مقابلة مع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تحدّث فيها عن أهميّة هذه الزيارة وانتظاراتها.

قال الكاردينال بارولين لكي نفهم أهميّة هذه الزيارة الرسوليّة ينبغي أن نعود إلى الكلمات التي قالها الأب الأقدس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر الماضي بمناسبة عيد العذراء سيّدة غوادالوبيه، مذكرًا بكلمات سلفه القديس يوحنا بولس الثاني عندما أشار إلى أمريكا اللاتينية كقارة الرجاء. ولماذا قارة الرجاء؟ قال البابا فرنسيس، لأننا ننتظر منها نماذج جديدة للنمو تجمع بين التقليد المسيحي والتطور المدني؛ بين العدالة والمساواة والمصالحة، بين التطور العلمي والتكنولوجي والحكمة البشريّة؛ وبين الألم الخصب والرجاء الفَرِح.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان يقول إن قارة أمريكا اللاتينية هي قارة في تحوُّل وتعيش الكثير من التغيّرات على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي، كما وهناك أيضًا ظواهر أخرى متعلّقة بالعولمة التي يمكننا رؤيتها بوضوح أيضًا في هذه الناحية من العالم، لكن الكنيسة، وإزاء هذه التغيّرات، قد اختارت درب الارتداد الراعوي ودرب الرسالة والالتزام الرسولي، وبهذا المعنى يمكنها أن تصبح نموذجًا للكنائس في مختلف أنحاء العالم. وأعتقد أن هذه هي المساهمة التي يمكن أن تقدمها كنيسة أمريكا اللاتينية للكنيسة الجامعة وهذا ما نراه أيضًا في تعليم الأب الأقدس.

أضاف الكاردينال بارولين متحدثًا عن انتظارات الكنيسة في الإكوادور وقال إن الكنيسة – عامة – تتابع دورها النبوي إزاء ما يسمّيه البابا فرنسيس "الاستعمار الايديولوجي" أي تلك المحاولات لفرض نماذج لا تتناسب مع أخلاق وتقاليد الشعوب وبالتالي ينبغي عليها أن تواصل إعلان الإنجيل أي البشرى السارة تجاه العائلة والحياة في الإطار الذي تعيش فيه. وهذا هو دور الكنيسة أيضًا في أمريكا اللاتينية. فالكنيسة تريد فقط أن نقوم بمهمتها أي أن تساهم في خير المجتمع والنقاش الديمقراطي وتعزيز الشخص البشري لاسيما الأشد هشاشة.

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان متحدثًا عن اهتمام الأب الأقدس في تسليط الضوء على الفقراء في إطار عالمي يسيطر عليه المال وأشار إلى أن البابا فرنسيس قد عبّر مرات عديدة عن مسؤولية الجماعة الدوليّة ولاسيما في رسالته العامة الأخيرة "كن مسبَّحًا" ووجه دعوة للجميع للحفاظ على الخليقة والبيت المشترك، ودعوة للعدالة الاجتماعية والبحث عن سلام يحترم حقوق الجميع، ودعوة لمجتمع يكون أكثر إدماجًا للفقراء وللكفاح ضد جميع أشكال الفقر لكي تُحتَرم كرامة كل شخص بشري ويتمَّ احترام الهوية الثقافية لكل بلد إزاء نزعة العولمة التي تسعى لتوحيد ومطابقة كل شيء.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حديثه مشيرًا إلى الأهميّة التي سيوليها الأب الأقدس للعائلة خلال زيارته الرسوليّة هذه ولاسيما في الباراغواي حيث تعكس العائلة في هذا البلد نموذج العائلة الأصيلة في أمريكا اللاتينية حيث لا تزال العائلات تحافظ على القيم وتعيشها، بالرغم من البطالة وعدم الاستقرار والمخدرات التي تهدد حياة العائلة الطبيعية. وبالتالي وإزاء هذه الأوضاع يريد البابا فرنسيس أن يكون حضورًا قريبًا من جميع العائلات لاسيما تلك التي تعاني بسبب هذه المشاكل. 








All the contents on this site are copyrighted ©.