2015-06-25 11:59:00

البابا فرنسيس: من يسمع كلام يسوع ويعمل به يبني على صخرة محبة الله


"الناس يعرفون جيّدًا عندما يكون الراعي صادقًا وعندما يعطيه صدقه هذا سلطانًا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي تمحورت حول التمييز بين المبشرين الحقيقيين بالإنجيل و"الأنبياء الكذبة".

لقد كان الشعب يتبع يسوع مندهشًا لأنه كان يعلّمهم كمن له سلطان وليس مثل الكتبة. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس متى مؤكِّدًا أن الناس يعرفون جيّدًا عندما يكون الكاهن أو الأسقف أو أستاذ التعليم المسيحي أو المسيحي صادقًا وعندما يعطيه صدقه هذا سلطانًا؛ وقال إن يسوع قد نبّه تلاميذه من الأنبياء الكذبة وفي هذا الإطار شرح البابا كيف يمكننا أن نميّز بين الأنبياء الحقيقيين والأنبياء الكذبة، وبين المبشّرين الحقيقيين بالإنجيل وأولئك الذين يبشرون بما هو ليس الإنجيل.

قال الأب الأقدس هناك ثلاث كلمات أساسيّة لفهم هذا الأمر: الكلام والعمل والسماع. وحذّر مذكرًا بكلمات يسوع "لَيسَ مَن يَقولُ لي: يا ربّ، يا ربّ! يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَوات": فهؤلاء يتكلمون ويفعلون ولكن ينقصهم الموقف الأساسي والذي عليه يقوم الكلام والعمل وهو الإصغاء؛ وبالتالي يتابع يسوع قائلاً: "مَن يَسمَعُ كَلامي هذا فيَعمَلُ به" لأن الكلام والعمل وحدهما لا يكفيان... بل هما يخدعاننا أحيانًا. ولذلك، يقول لنا يسوع أن المهم هو السماع والعمل: "فمَثَلُ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا فيَعمَلُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ عاقِلٍ بَنى بيتَه على الصَّخْر".

ويتابع يسوع قائلاً أما: "مَثَلُ مَن سَمِعَ كلاَمي هذا فلَم يَعْمَلْ بِه كَمَثَلِ رَجُلٍ جاهِلٍ بَنى بَيتَه على الرَّمْل" وجميعنا قال الأب الأقدس نعرف النتيجة في هذه الحالة. عندما ينبّه يسوع الناس ويحذّرهم من الأنبياء الكذبة يقول لهم "من ثمارهم تعرفونهم". وهنا في هذا النص من الإنجيل يمكننا أن نعرفهم من مواقفهم: لقد تنبأوا وأتوا بمعجزات كبيرة لكنهم لم يفتحوا قلوبهم لتصغي لكلمة الله وتقبلها لأنهم يخافون من صمت كلمة الله وهؤلاء هم المسيحيون المزيفون والرعاة المزيفون. صحيح أنهم يقومون بأشياء صالحة ولكن تنقصهم الصخرة التي يجب أن يبنوا عليها.

تابع البابا فرنسيس يقول تنقصهم صخرة محبّة الله وصخرة كلمة الله. وبدون هذه الصخرة لا يمكنهم أن يتنبأوا ولا يمكنهم أن يبنوا: سيكون كلّ شيء مُجرّد إدعاء وفي النهاية سيسقط كل شيء. إنهم الرعاة المزيفون، الذين يملأهم روح العالم؛ رعاة أو مسيحيون يتكلمون كثيرًا لأنهم يخافون من الصمت؛ قد يعملون كثيرًا ولكنهم غير قادرين على العمل من السماع، يعملون من كلامهم أي مما هو لهم وليس مما يأتي من الله.

لنتذكر هذه الكلمات الثلاث، تابع الأب الأقدس، إنها علامة: الكلام والعمل والسماع. فالذي يتكلّم ويعمل فقط ليس نبيًّا حقيقيًّا، وليس مسيحيًّا حقيقيًّا وكل شيء سيسقط في النهاية لأنه لم يبنى على صخرة محبة الله وليس ثابتًا. أما الذي يعرف كيف يسمع ويصغي ويعمل من السماع، بقوة الكلمة التي سمعها وليس بقوة كلمته فهذا يكون راسخًا وثابتًا بالرغم من كونه إنسانًا متواضعًا وبدون قيمة بالنسبة للعالم وما أكثر هؤلاء الأشخاص في الكنيسة! كم من الأساقفة والكهنة والمؤمنين العظماء الذين يعرفون كيف يسمعون ويصغون ويعملون من السماع!

وأحد أمثلة عصرنا، أضاف البابا فرنسيس يقول، هي الأم تريزا دي كالكوتا التي لم تكن تتكلّم ولكنها عرفت كيف تصغي في الصمت وفعلت الكثير! لم تسقط لا هي ولا أعمالها. فالكبار هم الذين يعرفون كيف يصغون ويعملون من ثم من الإصغاء لأن ثقتهم وقوتهم قد بنيتا على صخرة محبة يسوع المسيح، على ضعف يسوع القوي الذي تصاغر وصار ضعيفًا من أجلنا ليجعلنا أقوياء. وختم البابا عظته بالقول ليرافقنا يسوع في هذا الاحتفال وليعلمنا كيف نسمع ونصغي فنعمل من سماع كلمته ولا كلمتنا!              








All the contents on this site are copyrighted ©.