اختتم سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أعماله يوم السبت العشرين من حزيران يونيو، في المقر البطريركي الصيفي في عين تراز ـ لبنان، وصدر بيان مما جاء فيه أن "البطريرك غريغوريوس الثالث لحام كان افتتح أعمال السينودس يوم الاثنين الفائت بكلمة نوه فيها باللقاء السنوي الذي يجمع أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من سائر الأبرشيات ليعملوا بوحي الروح القدس ويفكروا معا لحمل آمال جديدة إلى أبناء رعاياهم لاسيما في الأزمة الراهنة وخصوصا في سورية". وتابع البيان أن البطريرك لحام نوّه بالوحدة والشراكة التي تجمع بين بطاركة الشرق كافة فهي بالغة الأهمية وهي شهادة روحية إيجابية وذات دلالة مسكونية كبيرة في المنطقة، التي بات أبناؤها على اختلاف انتماءاتهم يتقاسمون "مسكونية الدم"، حسب تعبير قداسة البابا فرنسيس. كما وتطرق إلى الأوضاع المأساوية التي تعانيها بلادنا المشرقية خصوصا سوريا والعراق شاكرا قداسة البابا ومجمع الكنائس الشرقية والمؤسسات المسيحية المختلفة، والكاثوليكية منها بشكل خاص، على تضامنهم. وختم برفع الشكر لله على إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيتين مريم ليسوع المصلوب وماري ألفونسين غطاس.
ومما جاء في نص البيان الختامي أنه وقبل مباشرة أعمال السينودس، استقبل الآباء في المقر البطريركي، تمثال "عذراء فاطيما" الذي يطوف به في لبنان في زيارة تاريخية وصلوا مع وفود المؤمنين الآتين من القرى والبلدات المجاورة ملتمسين شفاعتها لأجل السلام في لبنان والمنطقة، ومودعين أعمال المجمع المقدس تحت حمايتها. وأضاف: اتخذ سينودس هذا العام طابعا مسكونيا مميزا. فكما زار سينودسنا في العام الماضي غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، فرحنا باستقبال غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، مع الوفد المرافق. كما واستقبل الآباء السفير البابوي في لبنان المطران غابرييلي كاتشا الذي شاركهم في جلسة خاصة، نقل خلالها تحيات قداسة البابا فرنسيس وبركته للمجتمعين، فبادله الآباء رفع الشكر والتحية لشخصه ومن خلاله لقداسة البابا ومحملين إياه رسالة شراكة ومحبة. أما أهم المواضيع التي تناولها المجمع فكانت وضع العائلة في مجتمعنا وقد أكد الآباء ضرورة العمل على تأسيس مراكز التنشئة المسيحية في الأبرشيات والرعايا والمدارس، لتهتم بشكل خاص بالتعليم المسيحي والعمل على إطلاق كرازة جديدة للعائلة، مشجعين على إنشاء مراكز للإصغاء تساعد العائلات على تخطي مشاكلها. وفي الإطار عينه، طالب الآباء الحكومات بالعمل الجدي على إيجاد خطط لتطوير وتحسين وضع العائلة في مجتمعاتها، كما وأكدوا على دور الكنيسة في مرافقة المتقدمين من سر الزواج، وضرورة التمسك بالدورات الإعدادية للزواج وإلزامية إجرائها، ومرافقة العائلات الحديثة منها وذلك بتأسيس جماعات عيلية في الأبرشيات."
ومما جاء في البيان الختامي لسينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك "أن الآباء استعرضوا واقع الأبرشيات وتوقفوا مطولا عند وضع الأبرشيات في سورية التي تضررت كثيرا في جميع قطاعاتها جراء الأحداث الدامية الجارية، والتي دخلت عامها الخامس. وتداعوا إلى مد يد العون لمساعدتها على مجابهة الأزمة في مختلف وجوهها وإلى استنهاض همة أبنائنا وبذل المساعي المحلية والعالمية للمساعدة، مناشدين لذلك المجتمع الدولي وكل قادر، فردا كان أم مؤسسة، وداعين للاهتمام بالنازحين الذين بلغت أعدادهم الملايين، ويعيش العدد الأكبر منهم في ظروف تفتقر إلى أدنى حدود الكرامة الإنسانية والحياتية. كما ودعا الآباء جميع الأطراف في المنطقة عموما، إلى نبذ العنف ورمي السلاح، والسعي إلى الحوار والتلاقي لوضع خطة إنقاذية سريعة وتفضيل المصالحة على كل مصلحة. كما ودعوا الدول الكبرى الضالعة في الأزمة الشرق أوسطية للتوقف عن توريد الأسلحة والمال والمسلحين، والعمل بجدية لاستعادة الأمن والسلام والازدهار. ومما جاء في البيان أن الآباء استمعوا إلى تقارير متعددة عن شؤون أبناء الكنيسة في بلاد الانتشار وتوقفوا أيضا عند الوضع اللبناني الحرج، في ظل الفراغ الرئاسي وما ينجم عنه من عواقب مقلقة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وعلى مستوى مؤسسات الدولة وسير عملها. ودعوا المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية للحفاظ على الدستور، إذ بدونه لا قيام للدولة ولا انتظام للمؤسسات."
All the contents on this site are copyrighted ©. |