زار قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين الكنيسة الولدينيسية في مدينة تورينو الإيطالية، ووجه كلمة عبّر في مستهلها عن فرحه الكبير بوجوده اليوم بينهم، وأضاف أن هذا الاستقبال الودي قد جعله يتذكّر اللقاءات مع الأصدقاء من الكنيسة الإنجيلية الولدينيسية في ريو ديلا بلاتا. وأشار الأب الأقدس إلى أن إعادة اكتشاف الأخوّة التي تجمع كل الذين يؤمنون بيسوع المسيح وتعمّدوا باسمه، هي من بين الثمار الرئيسية التي سمحت الحركة المسكونية بجنيها خلال هذه السنين، وأضاف أن هذا الرباط يرتكز إلى التقاسم الجذري للاختبار الأساسي للحياة المسيحية: اللقاء مع محبة الله التي تظهر لنا في يسوع المسيح، وعمل الروح القدس الذي يعضدنا في مسيرة الحياة. وتابع البابا فرنسيس أن إعادة اكتشاف هذه الأخوة تسمح لنا بفهم الرباط العميق الذي يوحّدنا أصلا على الرغم من اختلافاتنا. وأشار إلى أنها شركة لا تزال في مسيرة، والتي من خلال الصلاة والتوبة المتواصلة الشخصية والجماعية وبمساعدة اللاهوتيين، نأمل، وكلنا ثقة بعمل الروح القدس، بأن تصبح شركة كاملة ومنظورة في الحقيقة والمحبة.
لفت الأب الأقدس في كلمته إلى أن الوحدة التي هي ثمرة الروح القدس لا تعني التطابق، وأضاف أن ذلك يظهر بوضوح في العهد الجديد إذ نلحظ بأنه لم يكن لكل الجماعات المسيحية الأسلوب نفسه، وفي داخل الجماعة الصغيرة نفسها كانت هناك مواهب متعددة. وأشار البابا فرنسيس بعدها إلى أنه ومن خلال التأمل بتاريخ علاقاتنا، لا نستطيع إلا أن نحزن أمام الخلافات وقال: أسال الرب أن يهبنا النعمة كي نعترف بأننا جميعنا خطأة ونعرف أن نسامح بعضنا بعضا، وأضاف أنه من قبل الكنيسة الكاثوليكية يطلب منهم المغفرة عن المواقف والتصرفات غير المسيحية، وغير الإنسانية أيضا، التي وفي التاريخ، كانت ضدهم. وتابع البابا فرنسيس كلمته رافعًا الشكر العميق للرب لأن العلاقات بين الكاثوليك والولدينيسيين هي اليوم أكثر فأكثر مرتكزة إلى الاحترام المتبادل والمحبة الأخوّية، وأشار إلى أن مناسبات ليست بقليلة ساهمت في جعل هذه العلاقات أكثر متانة وأضاف قائلا: وإذ تشجعنا هذه الخطوات نحن مدعوون لمواصلة السير معا. ولفت الأب الأقدس بعدها في كلمته إلى البشارة بالإنجيل، والعمل في خدمة البشرية التي تتألم، الفقراء، المرضى والمهاجرين، وأضاف أنه من خلال العمل المحرر للنعمة داخل كل منا تنبع حاجة الشهادة لوجه الله الرحيم الذي يعتني بالجميع، ولاسيما بالمعوزين. فاختيار الفقراء والأخيرين ومَن يهمشهم المجتمع، يقرّبنا من قلب الله نفسه الذي افتقر لنغتني بفقره، وبالتالي فهو يقرّبنا من بعضنا البعض. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: ليهبنا الرب جميعا رحمته وسلامه.
All the contents on this site are copyrighted ©. |