الرئيس الأسد يستقبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية في دمشق

التقى الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس الثلاثاء المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا واتفق الرجلان على ضرورة متابعة المحادثات من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة التي تتخبط فيها سورية منذ آذار مارس من العام 2011 حيث أسفرت الحرب وأعمال العنف عن مقتل أكثر من مائتين وثلاثين ألف شخص. وذكرت وكالة سانا السورية للأنباء أن الأسد والمبعوث الأممي شددا أيضا على ضرورة أن يحمل الحلُ السياسي الاستقرار والأمن إلى البلاد. وأوضحت الوكالة عينها أن دو ميستورا أطلع الرئيس الأسد على نتائج المشاورات التي جرت في جنيف مع السوريين الذين يمثلون مختلف مكونات المجتمع السوري.

وعُلم أن الأسد والمسؤول الأممي تطرقا أيضا إلى الأحداث التي أسفرت عن مقتل عشرات المواطنين المدنيين يوم أمس الثلاثاء على أثر إطلاق الصواريخ من قبل قوات المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش النظامي السوري، وفقا لوكالة سانا التي تحدثت عن مجزرة ارتُكبت بحق المدنيين الأبرياء وأكدت أن الرئيس السوري أدان الجرائم المرتكبة من قبل الإرهابيين في سورية منتقدا صمت العالم حيال ما يجري وتشجيعه للإرهابيين، على حد قول الأسد.

يُذكر أن الدبلوماسي السويدي بدأ في الخامس من أيار مايو الماضي سلسلة من المحادثات في جنيف بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف القوى الإقليمية، ومن بينها إيران، من أجل إعطاء دفع لجهود حل الأزمة الراهنة. ومن المرتقب أن تستمر مشاورات جنيف والتي تشارك فيها أيضا جمعيات المجتمع المدني، لغاية شهر تموز يوليو المقبل فيما أكدت المتحدثة بلسان دو ميستورا جيسي شاهين أن المبعوث الأممي ونائبه عقدا أيضا ستة وعشرين اجتماعا مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وبلدان ومنظمات إقليمية. وأعلنت مصادر مقربة من دو ميستورا أن المشاركين في مشاورات جنيف اتفقوا جميعا على استحالة التوصل إلى أي حل عسكري للصراع الدائر في سورية، إذ لا بد من بلوغ تسوية سياسية شاملة، يقودها السوريون أنفسهم.

ميدانيا وإزاء استمرار القتال في شمال سورية وفي وقت أعلن فيه المقاتلون الأكراد عن سيطرتهم على مدينة تل أبيض التي انسحب منها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، يواصل عدد اللاجئين السوريين الساعين إلى دخول الأراضي التركية ارتفاعه حيث ذكرت مواقع إلكترونية إخبارية تركية أن ما يقارب ثلاثين ألف لاجئ سوري دخلوا معبر أكاكال خلال يوم الاثنين الماضي وحده، مضيفة أن عدد السوريين الذين دخلوا إلى الأراضي التركية منذ الأسبوع الماضي تخطى عتبة العشرين ألف شخص، هرب معظمهم من الصراع الدائر في تل أبيض.

في واشنطن أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن النظام السوري يشن هجمات بواسطة قنابل الكلور لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية متأكدة من هذا الأمر تماما. وأوضح رئيس الدبلوماسية الأمريكي أنه تطرق إلى هذه المسألة مع نظيره الروسي سيرغاي لافروف مشيرا إلى أن صبر الجميع بدأ ينفد. وأضاف في تصريحات تناقلتها وكالات الأنباء هذا الأربعاء أن النسبة الأكبر من الغارات التي يُستخدم فيها هذا النوع من القنابل تشنها طائرات النظام السوري، موضحا أن قوات المعارضة لا تملك المقاتلات الحربية أو الطائرات المروحية.