2015-06-15 12:45:00

البابا فرنسيس: لنحافظ على قلوبنا فنكون متنبهين لنعمة الله ونقبلها في كل حين


"على المسيحي أن يتعلّم أن يحفظ قلبه من "الأهواء" و"الضجيج الدنيوي"، وأن يكون متنبّهًا لنعمة الله ويقبلها في كل حين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس: هناك "وقت قبول" لقبول العطية المجانية لنعمة الله وهذا الوقت هو الآن. وبالتالي ينبغي على المسيحي أن يكون متنبّهًا وأن يكون قلبه مستعدًا لقبول تلك العطية، قلب خال من "الضجيج الدنيوي" الذي ليس إلا "ضجيج الشيطان". استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس ومن الإنجيلي متى، وقال مذكرًا بكلمات القديس بولس "نُناشِدُكم أَلاَّ تَنالوا نِعمَةَ اللهِ لِغَيرِ فائِدَة" وهذا يعني أن الرب، وفي كل زمان، يمنحنا النعمة مجدّدًا، وهي عطيّة مجانيّة. لنقبلها إذًا متنبهين لما يقوله لنا القديس بولس "فلا نَجعَلُ لأَحَدٍ سَبَبًا لزَلَّةٍ".

تابع البابا فرنسيس يقول إنه سبب عثرة للآخرين ذاك المسيحي الذي يقول بأنه مسيحي ويذهب إلى الكنيسة ويشارك في قداس الأحد ولكنه لا يعيش كمسيحي وإنما كشخص دنيوي أو كوثني. وعندما يعيش المرء بهذه الطريقة يكون سببًا للشك. كم من مرة نسمع في أحيائنا أشخاصًا يقولون: "انظروا إلى ذاك أو إلى تلك يذهبان كل أحد إلى الكنيسة ومن ثمّ يتصرفان بطريقة لا تتناسب مع الحياة المسيحيّة وبالتالي يسبّبان الشك للناس. وهذا ما يقوله القديس بولس: "نُناشِدُكم أَلاَّ تَنالوا نِعمَةَ اللهِ لِغَيرِ فائِدَة" وكيف ينبغي علينا أن نقبلها إذًا؟ قبل كل شيء يقول لنا "إنه وقت القبول" ولذلك ينبغي علينا أن نكون متنبهين لنفهم وقت الله ولاسيما عندما يلمس قلوبنا.

أضاف الأب الأقدس يقول يمكن للمسيحي أن يعيش هذا التنبُّه فقط إن وضع نفسه في موقف الحفاظ على القلب مبعدًا عن نفسه كل ما لا يأتي من الرب والأمور التي تسلبه السلام، فيكون القلب عندها حرًّا من "الأهواء" التي يلخصها يسوع في إنجيل اليوم بقوله "العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ" ويقلب وجهة النظر بقوله: "مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِض لهُ الآخَر، ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِدًا. فسِر معَه ميلَين".

تابع الحبر الأعظم يقول أن يكون المرء حرًّا من الأهواء فهذا يعني أن يملك قلبًا وديعًا ومتواضعًا. لأن القلب يُحفظ  بالتواضع والوداعة وليس بالحرب. لا لأن الحرب هي الضجيج، الضجيج الدنيوي والوثني، ضجيج الشيطان. أما القلب الذي يعيش بسلام فهو القلب الذي لا يجعَلُ لأَحَدٍ سَبَبًا لزَلَّةٍ، لِئَلاَّ يَنالَ خِدمَتَنا لَوم، كما يقول لنا القديس بولس فهو يربط الخدمة بالشهادة المسيحيّة. وبالتالي ينبغي علينا أن نحافظ على قلبنا لكي "نُثبِت في كُلِّ شَيءٍ على أَنَّنا خَدَمُ اللهِ بِصبرِنا العَظيمِ في الشَّدائِدِ والمَضايِقِ والمَشَقَّات والجَلْدِ والسِّجْنِ والفِتَن والتَّعَبِ والسَّهَرِ والصَّوم". إنها تجارب قاسية ولكن ينبغي عليّ أن أحافظ على قلبي لأقبل مجانية الله وعطيّته. وكيف؟ يتابع القديس بولس: "بِالعَفافِ والمَعرِفَة وطول الأناةِ واللُّطْفِ، بالرُّوحِ القُدُسِ والمَحبَّةِ الصّادقة" وبتواضع وصبر من ينظر إلى الله ويفتح قلبه لاستقباله.

                 








All the contents on this site are copyrighted ©.