الأب لومباردي: البابا فرنسيس رائد ثقافة اللقاء

"زيارة ليوم واحد ولكنها مفعمة باللحظات المؤثرة" هذا ما قاله الأب فدريكو لومباردي مدير دار الصحافة الفاتيكانيّة في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان غداة عودة البابا فرنسيس من زيارته الرسوليّة إلى سراييفو.

قال الأب لومباردي لقد شكّلت لقاءات سراييفو الخمسة لحظات مهمّة بالرغم من أن اللقاء في الكاتدرائيّة مع الإكليروس واللقاء مع الشباب كانا من أكثر اللقاءات المؤثرة. في الواقع كان من المتوقّع أن يترك الأب الأقدس خطاباته المحضّرة ليعبّر بعفويّة عما كان يخالج قلبه في تلك اللحظات. لكن لا ينبغي لهذا الأمر أن ينسينا أهميّة اللقاءات الأخرى. من الواضح بالنسبة لنا أن القداس الإلهي مع الجماعة الكاثوليكية بأسرها في سراييفو شكل ذروة هذه الزيارة. لكن اللقاء مع القادة الدينيين تميّز أيضًا بمستوى رفيع لمسناه من خلال مداخلات الممثلين الدينيين، إذ تمكّن الحاضرون من فهم العمل الذي يقوم به هؤلاء القادة الدينيين ولاسيما على المدى الطويل للتأكيد على علاقات عميقة تنبع من القلب وتقوم على أساس الإيمان والمعتقدات الدينية وليس على المصالح السياسيّة أو الاقتصاديّة، وإنما على أساس ديني عميق بين مؤمني مختلف الديانات الحاضرة في البلاد. وبالتالي أريد أن أقول أن كلّ شيء كان بالغ الأهميّة ومتطابق لأن الأب الأقدس كان حاج سلام وحوار – كما قال بنفسه – وقد أثنى على هذا الحج بأشكال مختلفة ومع محاورين عدّة من خلال رسالة موحّدة بدأ من المسؤولين السياسيين والقادة الدينيين وصولاً إلى الجماعة الكاثوليكية والشباب.

تابع مدير دار الصحافة الفاتيكانيّة يقول إن البابا هو شخص يعزز من خلال حضوره وكلماته ثقافة اللقاء. وبالأمس أيضًا، بالإضافة إلى محتوى الخطابات فقد ترك أثّرًا أيضًا من خلال شخصه وشخصيّته كقائد ديني وإنساني ذات مصداقيّة ومُحترم من قبل الجميع... فقد شجّع من خلال حضوره على المضيّ قدمًا بالرغم من الصعوبات وحث الشباب على السير نحو المستقبل؛ وكلمته كانت مجبولة بالرجاء، إحدى الكلمات التي استعملها الأب الأقدس مرارًا خلال حديثه، عندما حث الرهبان على إقامة راعوية رجاء أو عندما طلب من الشباب أن يكونوا رجاء البلاد الذي يتطلّع نحو المستقبل والجيل الذي يترك الحرب خلفه ليبنوا معًا مستقبل تناغم. في الواقع يمكن للمرء أن يشعر بفرح كبير لتمكّنه من العيش في مدينة ذات وجه متجدّد لاسيما بعد دمار الحرب ولكن ينبغي عيشها كمدينة وجدت دعوتها لتكون علامة لإعادة البناء في الشركة والاختلاف والتعايش السلمي والمتناغم بمختلف مكوناتها.