2015-06-05 12:43:00

البابا يستقبل المشاركين في المجمع العام لكهنة القلب الأقدس ليسوع


استقبل البابا ظهر اليوم الجمعة في قاعة الكونسيستوار بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المجمع العام لكهنة القلب الأقدس ليسوع، أو الديهونيان. سلم البابا ضيوفه المائة والعشرين خطابا مكتوبا استله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم ولفت إلى أن هذا المجمع العام يشكل فرصة ملائمة لنمو هذه العائلة الرهبانية، وتوجه أيضا بالتهاني إلى الرئيس العام الجديد الكاهن هاينر فيلمر، متمنيا له التوفيق في المهمة الموكلة إليه. كما وجه البابا تحية من خلال ضيوفه إلى جميع الكهنة الديهونيان الذين يعملون غالبا في ظروف صعبة جدا، في مختلف أنحاء العالم، وحثّهم على متابعة التزامهم الرسولي بأمانة.

بعدها أشار البابا إلى أن أعمال المجمع العام تمحورت حول التفكير بالجماعة المدعوة إلى العيش في إطار المصالحة ومقاسمة الحياة والإنجيل مع الجميع لاسيما مع الأشخاص المهمشين. ثم لفت إلى أن الحياة الرهبانية يجب أن تكون حياة إنجيلية بالكامل، لأنها تشكل ترجمة لتطويبات الإنجيل. ولهذا السبب ـ تابع يقول ـ إنكم مدعوون كرهبان لأن تكونوا رحماء. ولا بد قبل كل شيء من عيش الشركة العميقة مع الله بواسطة الصلاة والتأمل بالكتابات المقدسة، والاحتفال بالإفخارستية لأن حياتنا كلها  ليست إلا مسيرة نمو في رحمة الله. كما نصبح قادرين على تفهّم الأشخاص القريبين منا بصورة أفضل عندما ندرك بالفعل محبة الرب المجانية ونقبله بداخلنا.

هذا ولفت البابا فرنسيس إلى أن الحياة الرهبانية هي أيضا تعايش بين مؤمنين يشعرون بأن الله يحبهم ويحاولون أن يحبوه بدورهم. كما لا بد أن يحل التناغم وسط الجماعة عن طريق اختبار رحمة الله ومحبته. وهذا الأمر يتطلب أيضا الالتزام في تذوّق الرحمة التي يمارسها الأخوة تجاهنا، ونقدم لهم بدورنا غنى الرحمة. بعدها أكد البابا أن الرحمة هي الكلمة التي تلخّص الإنجيل، إنها وجه المسيح، هذا الوجه الذي كشف عنه الرب عندما لاقى الجميع، عندما شفى المرضى وعندما جلس إلى المائدة مع الخطاة، وخصوصا عندما سُمّر على الصليب وغفر لقاتليه: هنا ـ قال البابا ـ نرى وجه الرحمة الإلهية. إن الرب يدعوكم لأن تكونوا قنوات لهذه المحبة لاسيما تجاه أفقر الفقراء الذين يوليهم اهتماما كبيرا.

هذا وتمنى البابا أن يسمح نمط الرحمة لضيوفه بأن ينفتحوا على الضرورات والاحتياجات الراهنة، وعلى أن يكونوا حاضرين بشكل فاعل في "أريوباجات" الكرازة بالإنجيل، والانفتاح على الأشخاص الأشد عوزا ومعالجة أمراض المجتمع المعاصر حتى إذا كان هذا الأمر يتطلب تضحيات جمة. ختاما ذكّر البابا المشاركين في المجمع العام لكهنة القلب الأقدس ليسوع أن تاريخ هذه الجمعية مطبوع بحياة العديد من الكهنة الذين ضحوا بحياتهم خدمةً للإنجيل، وعاشوا في علاقة شراكة متواضعة مع الرعاة، وبقلب مكرس للمسيح وبروح من الفقر. وأمل أن تُنير خيارات هؤلاء الأشخاص التزام الجمعية الإرسالي وأن تكون مصدر تشجيع من أجل استمرار رسالة الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.