2015-06-03 11:51:00

مداخلة بارولين خلال منتدى حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية والتربية"


عُقد هذا الأربعاء في المقر العام لمنظمة اليونيسكو بباريس منتدى حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية والتربية اليوم وغدا". افتتح الأعمال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بمداخلة استهلها متوجها بالشكر للمديرة العامة للهيئة الأممية السيدة إيرينا بوكوفا والسيد هاو بينغ، رئيس الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر العام. كما هنأ منظمة اليونيسكو التي تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسها. بعدها أكد نيافته أن الكنيسة الكاثوليكية نظرت على الدوام إلى الثقافة والتربية كبعيدن بشريين بالغي الأهمية بالنسبة للإنسان، لافتا إلى أهمية الاستثمار في مجال تعليم الأجيال الفتية لكونه شرطا أساسيا لتنمية الشعوب، لاسيما تلك الساعية إلى الخروج من حالة الفقر والبؤس والأمراض المعدية والجهل، كما كتب البابا بولس السادس في رسالته العامة "ترقي الشعوب".

ومن هذا المنطلق ـ تابع الكاردينال بارولين يقول ـ تسعى الكنيسة إلى المساهمة في الجهود الرامية إلى محو الأمية وتوفير التربية للجميع، كما أن هذا المبدأ يكتسب أهمية أكبر فيما يتعلق بالأقليات العرقية والدينية، ولا بد أيضا من دعم "عبقرية المرأة" لأن هذا الأمر يكمن في أساس نمو المجتمع نموا متناغما. ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن الكنيسة الكاثوليكية "الخبيرة في الشؤون الإنسانية" وضعت التربية في صلب رسالتها وما تزال تنظر إليها اليوم كأولوية لاسيما في إطار الحاجة القصوى إلى التربية على الصعيد العالمي.

واعتبر أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها عالمنا المعاصر أدت إلى فقدان معنى الأمور وولدت حالة من الفتور الاجتماعي. ومن خلال هذا النبذ نفقد كل توجه نحو الخير المشترك. هذا وبعد أن تحدث بشكل مسهب عن أهمية التربية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية معرجا على جذورها التاريخية، تطرق الكاردينال بارولين إلى بعض التحديات التي تواجهها التربية في عالمنا المعاصر مشددا بنوع خاص على ضرورة الحفاظ دائما وأبدا على مركزية الكائن البشري خصوصا في مجتمعاتنا المعاصرة المطبوعة بالتفتت وتعدد الهويات. وأكد أن الكنيسة حريصة جدا على التبعات الخلقية والأدبية التي تترتب على التربية كما تسعى إلى تشجيع التلاقي بين مختلف المواد التربوية.

ولم تخل كلمة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان من الإشارة إلى أهمية تربية الأجيال الناشئة على الحوار وتشييد علاقات الأخوة لافتا إلى أن الخدمة التربوية في عالم اليوم لا يسعها ألا تتجاوب مع تحديات "ثقافة المعارضة" وأدواتها المدمرة واللاعقلانية. وشدد نيافته على ضرورة قبول التنوع في إطار الاحترام المتبادل وحرية التعبير عن الرأي وممارسة الشعائر الدينية. لذا من الأهمية بمكان أن تقترح المدرسة أو الجامعة ظروفا جديدة من أجل قيام أنسنة جديدة تكون قادرة على إعادة بناء روح الأخوة بين الأشخاص والأمم.








All the contents on this site are copyrighted ©.