2015-06-01 14:40:00

البابا فرنسيس: إن محبة الله لشعبه تظهر في موت الابن على الصليب


"لقد قلنا، مرات عديدة، ليسوع: "اذهب عنّا" غير معترفين به في لحظات الفشل ولكن انتصار محبة الله يظهر بالنسبة للإنسان ظاهريًّا من خلال "فشل" صليب ابنه" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي مرقس والذي يخبرنا مثل الكرّامين القتلة وقال: الحجر المرذول يصبح رأسًا للزاوية، وموت مخزٍ يبدو وكأنه نهاية قصة مليئة بالرجاء ولكنّه بالفعل بداية خلاص العالم. فالله يبني على الضعف، وإذا قرأنا تاريخ الحب بين الله وشعبه، قد يبدو لنا تاريخ فشل. تمامًا كما يرينا مثل الكرّامين القتلة والذي يظهر "كفشل حلم الله". يخبرنا هذا المثل عن رجل غرس كرمًا جميلاً ومن ثمّ عن الكرّامين الذين كانوا يقتلون كل شخص كان رب الكرم يرسله إليهم. ومن موت هؤلاء المرسلين بدأ كل شيء.

تابع البابا فرنسيس يقول إن الأنبياء ورجال الله الذين كلموا الشعب والذين لم يتم الإصغاء إليهم ورُذلوا هم الذين سيكونون مجد الله. والابن، المرسل الأخير، والذي رُذل أيضًا وحُكم عليه، وقُتل أصبح رأسًا للزاوية. هذه القصة التي تبدأ بحلم حبٍّ وتبدو كأنها قصة حب، والتي يبدو كأنها تنتهي بسلسلة من الفشل، تنتهي فعليًّا بمحبة الله الكبيرة التي تستخرج الخلاص من الإقصاء، ومن الابن المرذول يخلّصنا جميعًا.

أضاف الحبر الأعظم يقول وهنا ينقلب منطق الفشل رأسًا على عقب. وهذا ما يذكّر به يسوع رؤساء الشعب مستشهدًا بآية من الكتاب المقدس: "الحجر الذي رذله البناؤون هو الذي صار رأس الزاوية. ذاك صنع الرب. وهو عجب لأبصارنا". كم هو جميل أن نقرأ في الكتاب المقدس أيضًا عن "حسرة الله" الأب الذي يبكي عندما لا يعرف الشعب كيف يطيع الله لأنه يريد أن يصبح سيّد نفسه يريد أن يصبح هو الله.

إن مسيرة فدائنا، تابع البابا فرنسيس يقول، هي درب يملؤها الفشل. حتى حدث الصليب يشكل لنا عثرة، ولكن هناك على الصليب بالذات، ينتصر الحب. وتلك القصة التي بدأت بحلم حب وتابعت بسلسلة من الفشل، انتهت بانتصار الحب: صليب يسوع. وبالتالي لا ينبغي علينا أن ننسى أن هذه الدرب كانت صعبة ودربنا ستكون صعبة أيضًا. فإن فَحصَ كل منا ضميره سيكتشف هو أيضًا عدد المرات التي طرد فيها الأنبياء وكم من مرّة قال ليسوع "اذهب عنّي"، وكم من مرة حاول أن يخلّص نفسه معتبرًا نفسه إنسانًا بارًا.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لا يغيبنّ أبدًا عن فكرنا أن محبة الله لشعبه تظهر لنا في موت الابن على الصليب. سيساعدنا أن نتذكّر قصة الحب هذه التي يبدو لنا بأنها فشلت أولاً ولكنها تنتصر في النهاية. إنها قصة إحياء ذكرى بذار محبة الله التي زرعها فينا وفي تاريخ حياتنا والتشبّه بيسوع في ما فعله لأجلنا أي بتواضعه وإخلاء ذاته.








All the contents on this site are copyrighted ©.