2015-05-30 11:23:00

البابا فرنسيس يلتقي بعدد من الأطفال المرضى في بيت القديسة مرتا


التقى قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان بعشرين طفل تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات وأربع عشرة سنة ويعانون من أمراض خطيرة يرافقهم والديهم وعدد من المسؤولين والمتطوّعين من الـ "Unitalsi" وبعد أن صلّى الأب الأقدس مع ضيوفه "صلاة الأبانا" ألقى كلمة عفويّة رحّب بها بزواره الصغار وقال: عندما علّمونا في التعليم المسيحي عن الثالوث الأقدس قالوا لنا إنه سرّ، صحيح أن هناك الآب والابن والروح القدس ولكن لا يمكننا أن نفهم هذا الأمر كلّه. صحيح أنه لدينا جميع الإثباتات لكن فهمه هو شيء آخر. فإن نظرنا هنا أيضًا نرى يسوع الافخارستيا، نعم في هذا الخبز نجد يسوع فعلاً، ولكن كيف يكون هذا؟ لا يمكننا أن نفهم ولذلك يبقى الأمر سرًّا.

تابع البابا فرنسيس يقول هناك أيضًا سؤال آخر لا يشرحه لنا التعليم المسيحي. إنه السؤال الذي أطرحه على ذاتي والعديد منكم يطرحوه على ذواتهم: "لماذا يتألّم الأطفال؟" لا يوجد تفسير لهذا السؤال، إنه سرٌّ أيضًا. وأضاف الحبر الأعظم يقول أفكر مرات عديدة بالعذراء عندما سلّموها جسد ابنها الميت والمثخّن بالجراح. وماذا فعلت العذراء؟ هل قالت أبعدوه من هنا؟ لا بل عانقته وقبّلته. هي أيضًا لم تفهم ما حصل. لأنها في تلك اللحظة عادت إلى ذهنها كلمات الملاك الذي قال لها: "ستلدين ابنًا يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة" ولكنّها بالتأكيد كانت تفكّر في قلبها، - وهي تحضن جسد ابنها الجريح والذي تحمّل أقسى العذابات – لا بل قد شعرت ربما أيضًا بالرغبة بأن تقول للملاك: "لقد كذبتَ عليّ! لقد خُدِعت". هي أيضًا لم يكن لديها أية أجوبة.

أضاف الأب الأقدس يقول خلال فترة نموّهم يبلغ الأطفال عمرًا معيّنًا لا يفهمون خلاله جيّدًا كيف هو العالم وما يحيط بهم فيبدؤوا بطرح الأسئلة: "أبي لماذا؟ أمي لماذا؟ لماذا؟" وعندما يبدأ الأب أو الأم بالشرح تنهال عليهما الأسئلة الأخرى "ولماذا هو هكذا؟" وغالبًا ما يسألون لمجرّد السؤال بدون أي رغبة في الاستماع إلى الجواب، ولكنّهم يستعملون هذه الطريقة فقط للفت انتباههما. وهكذا نحن أيضًا يمكننا أن نسأل الرب: "لماذا يا رب؟ لماذا يتألّم الأطفال؟" لن يجيبنا الرب بأي كلمة، لكنّنا سنشعر بنظرته علينا وهذا الأمر سيمنحنا قوّة كبيرة. فلا تخافوا من أن تطلبوا من الرب وأن تتحدّونه أحيانًا. "لماذا؟" قد لا يصلك الجواب أبدًا لكن نظرة الآب ستمنحك القوّة للسير إلى الأمام كما وستعطيك أيضًا ذاك الشعور الغريب والمختلف، وربما شعور الحنان هذا تجاه ابنك المريض سيكون هو الجواب، لأنه ثمرة نظرة الآب. لا تخافوا إذا من أن تسألوا الله: "لماذا؟"؛ وتتحدونه: "لماذا؟" وإنما ينبغي عليكم أيضًا أن تفتحوا قلوبكم لتنالوا نظرته الأبويّة. قد يكون جوابه الوحيد أحيانًا: "إن ابني أيضًا قد تألّم" ويكون هذا التفسير أيضًا. لكن الأمر الأهم هو تلك النظرة لأن فيها قوّتنا: في نظرة الآب المُحبّة.

تابع البابا فرنسيس متوجّهًا إلى أهالي الأطفال وقال: قد تسألونني: "ولكنّك أسقف ودرست اللاهوت كيف يُعقل ألا يكون لديك ما تُجيبنا به؟". لا ليس لدي لأن الثالوث والافخارستيا ونعمة الله وألم الأطفال جميعها أسرار، ويمكننا أن ندخل في فهم السرّ فقط إذا نظر إلينا الآب بمحبّة. لا أعرف ماذا أقول لكم حقًّا لأنني مُعجب بقوّتكم وشجاعتكم. وتوجّه إلى أحدى الأمهات وقال لها: "لقد قلتي لي أنهم نصحوك بالإجهاض، عندما اكتشفوا مرض ابنك، ولكنّك قلتي: "لا! يجب أن يولد وهذا حقّه في الحياة!" نعم ولا يمكننا أبدًا أن نحل مشكلة بقتل إنسان أبدًا. هذا هو قانون المافيا فقط فهي تقتل كل شخص يسبب لها المشاكل..." وأضاف الحبر الأعظم يقول أنا معكم وأرافقكم كما أنا، وشعوري هذا ليس شفقة مرحليّة لا ! أنا أرافقكم من كلّ قلبي في مسيرتكم هذه مسيرة الشجاعة والتي هي أيضًا درب الصليب، لكن مسيرتكم ومثالكم يساعدانني كثيرًا وأشكركم على شجاعتكم. لقد كنت جبانًا في مواقف عديدة في حياتي ولكن مثلكم يشجّعني ويساعدني.

أضاف الأب الأقدس يقول: في عالم تُعاش فيه يوميًّا ثقافة الإقصاء أنتم تعيشون البطولة. أنتم أبطال الحياة الصغار. لقد شعرت مرات عديدة بقلق آباء وأمهات مثلكم وأنا أكيد أن هذا قلقكم أنتم أيضًا: ألا يبقى ابني وحده في الحياة وألا تبقى ابنتي وحدها في الحياة، وربما هذه هي المناسبة الوحيدة التي تطلبون فيها أن يدعو الرب إلى ملكوته أبناءكم قبلكم لكي لا يبقوا وحيدين في الحياة وهذا هو الحب!

وختم البابا كلمته بالقول: أشكركم على مثلكم. لا اعرف حقًّا ماذا أقول لكم فهذه الأمور تأثّر فيّ كثيرًا، لأنني أنا أيضًا لا أملك الأجوبة، قد تقولون لي: "ولكنّك الحبر الأعظم وينبغي عليك أن تعرف كل شيء!" لا لأن هذه الأمور ليس لديها أجوبة غير نظرة الآب. ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ أُصلّي من أجلكم ومن أجل هؤلاء الأطفال، والرب هو الذي يعرف كيف يعزيكم بطريقته الخاصة. ليمنح الرب العزاء المناسب والضروري لكل واحد منكم. أشكركم على زيارتكم.             








All the contents on this site are copyrighted ©.